عدوا من المشركين فادعوهم إلى إحدى ثلاث فان هم أجابوكم إليها فاقبل منهم وكف عنهم ادعوهم إلى الاسلام وكف عنهم، وادعوهم إلى الهجرة بعد الاسلام فان فعلوا فاقبل منهم وكف عنهم، وان أبوا أن يهاجروا واختاروا ديارهم وأبوا أن يدخلوا في دار الهجرة كانوا بمنزلة اعراب المؤمنين يجري عليهم ما يجري على اعراب المؤمنين ولا تجري لهم في الفئ من القسمة شيئا إلا أن يجاهدوا (1) في سبيل الله، فان أبوا هاتين فادعوهم إلى اعطاء الجزية عن يد وهم صاغرون، فان أعطوا الجزية فاقبل منهم وكف عنهم، وان أبوا فاستعن بالله عليهم وجاهدهم في الله حق جهاده، فإذا حاصرت أهل حصن فأرادوك أن ينزلوا على حكم الله فلا تنزلهم، ولكن أنزلهم على حكمي ثم اقض فيهم بعد بما شئتم، فإنكم ان أنزلتموه لم تدروا هل تصيبون حكم الله فيهم أم لا، فإذا حاصرتم أهل حصن فأرادوك على أن تنزلهم على ذمة الله وذمة رسوله فلا تنزلهم ولكن أنزلهم على ذممكم وذمم آبائكم واخوانكم، فإنكم ان تخفروا ذممكم وذمم آبائكم واخوانكم كان أيسر عليكم يوم القيامة من أن تخفروا ذمة الله وذمة رسول الله (صلى الله عليه وآله).
(233) 3 - أحمد بن محمد عن الوشا عن محمد بن حمران وجميل بن دراج كليهما عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا بعث سرية دعا أميرها فأجلسه إلى جنبه واجلس أصحابه بين يديه ثم قال: سيروا بسم الله وبالله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، لا تغدروا ولا تغلوا ولا تمثلوا ولا تقطعوا شجرة إلا أن تضطروا إليها، ولا تقتلوا شيخا ولا صبيا ولا امرأة، فأيما رجل من أدنى المسلمين وأفضلهم نظر إلى أحد من المشركين فهو جار له حتى يسمع كلام الله، فان تبعكم فأخوكم في دينكم وان أبى فاستعينوا بالله عليه وأبلغوه مأمنه.