مستقيم) (1) ثم ثنى برسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) (2) يعني بالقرآن، فلا يكون داعيا إلى الله عز وجل من خالف أمر الله ودعا إليه بغير ما امر الله عز وجل في كتابه الذي امر أن لا يدعى إلا به وقال لنبيه (صلى الله عليه وآله): (وانك لتهدي إلى صراط مستقيم) (3) يقول تدعو، ثم ثلث بالدعاء إليه بكتابه أيضا فقال تعالى: (ان هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم) (4) اي يدعو ويبشر المؤمنين، ثم ذكر من اذن له في الدعاء إليه بعده وبعد رسوله (عليه السلام) في كتابه فقال: (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هو المفلحون) (5) ثم أخبر من هذه الأمة وممن هي، وانها من ذرية إبراهيم ومن ذرية إسماعيل من سكان الحرم ممن لم يعبدوا غير الله قط، الذين وجبت لهم دعوة إبراهيم وإسماعيل من أهل المسجد، الذين أخبر عنهم في كتابه أنه اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، الذين وصفناهم قبل هذا من صفة أمة محمد (صلى الله عليه وآله)، الذين عناهم الله تعالى في كتابه بقوله تعالى (ادعو إلى الله على بصيرة انا ومن اتبعني) (6) يعني أول من تبعه على الايمان والتصديق له وبما جاء من عند الله عز وجل من الأمة التي بعث فيها ومنها واليها قبل الخلق ممن لم يشرك بالله قط ولم يلبس ايمانه بظلم وهو الشرك، ثم ذكر اتباع نبيه (صلى الله عليه وآله) واتباع هذه الأمة التي وصفها في كتابه بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر وجعلها داعية إليه
(١٢٨)