جيش خراسان ذات يوم بنيسابور على ميدان الحسين بن يزيد لينظر إلى من كان معه من القواد باب عقيل وكان قد أمر أن يبني ويجعل بيمارستان فمر به رجل فقال لغلام له: اتبع هذا الرجل ورده إلى داري حتى أعود فلما عاد الأمير حمويه إلى الدار أجلس من كان معه من القواد على الطعام فلما جلسوا على المائدة، فقال للغلام: أين الرجل قال: هو على الباب قال:
أدخله فلما دخل أمر أن يصب على يده الماء وأن يجلس على المائدة فلما فرغ قال له: أمعك حمار؟ قال: لا، فأمر له بحمار، ثم قال له: أمعك دراهم للنفقة؟ فقال: لا، فأمر له بألف درهم وبزوج جوالق خوزية وبسفرة وبالات ذكرها فأتى بجميع ذلك ثم التفت حمويه إلى القواد فقال لهم:
أتدرون من هذا؟ قالوا: لا، قال: إعلموا أني كنت في شبابي زرت الرضا عليه السلام وعلى أطمار رثة (1) ورأيت الرجل هناك وكنت أدعو الله تعالى عند القبر أن يرزقني ولاية خراسان وسمعت هذا الرجل يدعو الله تعالى ويسأله ما قد أمرت له به، فرأيت حسن إجابة الله تعالى لي فيما دعوته فيه ببركة هذا المشهد فأحببت أن أرى حسن إجابة الله تعالى لهذا الرجل على يدي ولكن بيني وبينه قصاص في شئ، قالوا: ما هو؟ قال: إن هذا الرجل لما رآني وعلى تلك الاطمار الرثة وسمع طلبتي بشئ عظيم فصغر عنده محلي في الوقت وركلني (2) برجله وقال لي: مثلك بهذا الحال يطمع في ولاية خراسان وقود الجيش؟! فقال له القواد: أيها الأمير أعف عنه واجعله في حل حتى تكون قد أكملت الصنيعة إليه قال: قد فعلت وكان حمويه بعد ذلك يزور هذا المشهد وزوج ابنته من زيد بن محمد بن زيد العلوي بعد قتل أبيه (رض) بجرجان وحوله إلى قصره وسلم إليه ما سلم من النعمة كل ذلك لما كان يعرفه من بركة هذا المشهد ولما خرج أبو الحسين محمد بن أحمد بن زياد العلوي (ره) وبايع له عشرون ألف رجل بنيسابور اخذه الخليفة بها وأنفذه إلى بخارا فدخل حمويه ورفع قيده وقال لأمير خراسان هؤلاء أولاد رسول الله (ص) وهم جياع