عن أبي عبد الله عليه السلام ان هذا المثل ضربه الله لأمير المؤمنين عليه السلام فالبعوضة أمير المؤمنين عليه السلام وما فوقها رسول الله صلى الله عليه وآله والدليل على ذلك قوله " فاما الذين آمنوا فيعلمون انه الحق من ربهم " يعنى أمير المؤمنين كما اخذ رسول الله صلى الله عليه وآله الميثاق عليهم له " واما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا " فرد الله عليهم فقال " وما يضل به الا الفاسقين الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه - في علي - ويقطعون ما امر الله به ان يوصل " يعني من صلة أمير المؤمنين (ع) والأئمة عليهم السلام " ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون " قوله " وكيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم) اي نطفة ميتة وعلقة واجري فيكم الروح فأحياكم (ثم يميتكم - بعد - ثم يحييكم) في القيامة (ثم إليه ترجعون) والحياة في كتاب الله على وجوه كثيرة، فمن الحياة ابتداء خلق الانسان في قوله " فإذا سويته ونفخت فيه من روحي " فهي الروح المخلوق خلقه الله واجري في الانسان " فقعوا له ساجدين ".
والوجه الثاني من الحياة يعني به انبات الأرض وهو قوله يحيى الأرض بعد موتها والأرض الميتة التي لا نبات لها فاحياؤها بنباتها.
ووجه آخر من الحياة وهو دخول الجنة وهو قوله " استجيبوا لله ولرسوله إذا دعاكم لما يحييكم " يعني الخلود في الجنة والدليل على ذلك قوله " وان الدار الآخرة لهي الحيوان ".
واما قوله (وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا الا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين) فإنه حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن جميل عن أبي عبد الله (ع) قال سئل عما ندب الله الخلق إليه ادخل فيه الضلالة؟ قال نعم والكافرون دخلوا فيه لان الله تبارك وتعالى امر الملائكة بالسجود لآدم فدخل في امره الملائكة وإبليس فان إبليس كان من الملائكة في السماء يعبد الله وكانت