قوله (ومن الناس من يقول آمنا بالله واليوم الآخر وما هم بمؤمنين) فإنها نزلت في قوم منافقين أظهروا لرسول الله الاسلام وكانوا إذا رأوا الكفار قالوا " انا معكم " وإذا لقوا المؤمنين قالوا نحن مؤمنون وكانوا يقولون للكفار " انا معكم إنما نحن مستهزؤن " فرد الله عليهم " الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون " والاستهزاء من الله هو العذاب " ويمدهم في طغيانهم يعمهون " اي يدعهم.
قوله (أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى) والضلالة هنا الحيرة والهدى هو البيان واختاروا الحيرة والضلالة على الهدى وعلى البيان فضرب الله فيهم مثلا فقال (مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون) قوله (صم بكم عمي) والصم الذي لا يسمع والبكم الذي يولد من أمه أعمى والعمى الذي يكون بصيرا ثم يعمى قوله (أو كصيب من السماء) اي كمطر من السماء وهو مثل الكفار قوله (يخطف أبصارهم) اي يعمي قوله (ان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا) أي في شك، قوله (فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم - يعني الذين عبدوهم وأطاعوهم - من دون الله إن كنتم صادقين) قوله (كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأتوا به متشابها) قال يؤتون من فاكهة واحدة على ألوان متشابهة قوله (ولهم فيها أزواج مطهرة) اي لا يحضن ولا يحدثن.
واما قوله " ان الله لا يستحيي ان يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها فاما الذين آمنوا فيعلمون انه الحق من ربهم واما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثل يضل به كثيرا ويهدى به كثيرا) فإنه قال الصادق عليه السلام ان هذا القول من الله عز وجل رد على من زعم أن الله تبارك وتعالى يضل العباد ثم يعذبهم على ضلالتهم فقال الله عز وجل ان الله لا يستحيي ان يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها قال وحدثني أبي عن النضر بن سويد عن القسم بن سليمان عن المعلى بن خنيس