العقل والجهل في الكتاب والسنة - محمد الريشهري - الصفحة ١٧٠
- الإمام علي (عليه السلام): إن من الجهل النوم من غير سهر (1).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن من الجهل الضحك من غير عجب (2).
- عنه (عليه السلام): الجهل في ثلاث: في تبدل الإخوان، والمنابذة بغير بيان، والتجسس عما لا يعني (3).
- عنه (عليه السلام) - فيما نسب إليه في مصباح الشريعة -: الجهل صورة ركبت في بني آدم، إقبالها ظلمة وإدبارها نور، والعبد متقلب معها كتقلب الظل مع الشمس، ألا ترى إلى الانسان تارة تجده جاهلا بخصال نفسه حامدا لها، عارفا بعيبها في غيره ساخطا لها! وتارة تجده عالما بطباعه ساخطا لها، حامدا لها في غيره! فهو منه متقلب بين العصمة والخذلان، فإن قابلته العصمة أصاب، وإن قابله الخذلان أخطأ.
ومفتاح الجهل الرضا والاعتقاد به، ومفتاح العلم الاستبدال مع إصابة موافقة التوفيق. وأدنى صفة الجاهل دعواه العلم بلا استحقاق، وأوسطه الجهل بالجهل، وأقصاه جحوده. وليس شئ إثباته حقيقة نفيه إلا الجهل والدنيا والحرص، فالكل منهم كواحد، والواحد منهم كالكل (4).

(١) الجعفريات: ٢٣٧ عن الإمام الكاظم عن آبائه (عليهم السلام).
(٢) الكافي: ٢ / ٦٦٤ / ٧ عن السكوني، تحف العقول: ٤٨٧ عن الإمام العسكري (عليه السلام)، وراجع ص ٢٠٧ / ح ٨١٤.
(٣) تحف العقول: ٣١٧.
(٤) بحار الأنوار: ١ / ٩٣ / ١٥ نقلا عن مصباح الشريعة: ٤٢٥.
قال المجلسي (رحمه الله) بعد نقله للحديث:
بيان: " كتقلب الظل مع الشمس " أي كما أن شعاع الشمس قد يغلب على الظل ويضئ مكانه، وقد يكون بالعكس، فكذلك العلم والعقل قد يستوليان على النفس فيظهر له عيوب نفسه، ويؤول بعقله عيوب غيره ما أمكنه، وقد يستولي الجهل فيرى محاسن غيره مساوئ، ومساوئ نفسه محاسن.
ومفتاح الجهل الرضا بالجهل والاعتقاد به، وبأنه كمال لا ينبغي مفارقته، ومفتاح العلم طلب تحصيل العلم بدلا عن الجهل، والكمال بدلا عن النقص، وينبغي أن يعلم أن سعيه مع عدم مساعدة التوفيق لا ينفع فيتوسل بجنابه تعالى ليوفقه.
قوله (عليه السلام): " إثباته " أي عرفانه، قال الفيروز آبادي: أثبته: عرفه حق المعرفة. وظاهر أن معرفة تلك الأمور كما هي مستلزمة لتركها ونفيها، أو المعنى أن كل من أقر بثبوت تلك الأشياء لا محالة ينفيها عن نفسه، فالمراد بالدنيا حبها. وقوله (عليه السلام): " فالكل كواحد " لعل معناه أن هذه الخصال كخصلة واحدة لتشابه مبادئها وانبعاث بعضها عن بعض، وتقوي بعضها ببعض، كما لا يخفى.
(١٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 163 164 165 167 169 170 171 172 173 174 175 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 15
2 المدخل 17
3 القسم الأول: العقل الفصل الأول: معرفة العقل 31
4 1 / 1 - حقيقة العقل 31
5 1 / 2 - خلق العقل والجهل 32
6 أضواء على خلق العقل والجهل 35
7 1 / 3 - موضع العقل 40
8 1 / 4 - أنواع العقل 42
9 1 / 5 - زيادة العقل ونقصانه في أدوار الحياة 42
10 أ: المقطع الزمني الحاسم 45
11 ب: سن توقف النمو العقلي 46
12 ج: بداية ضمور قوة العقل 46
13 د: شباب العقل في الشيخوخة 46
14 بحث في زمن زيادة ونقصان النمو العقلي 46
15 الفصل الثاني: قيمة العقل 49
16 2 / 1 - هدية من الله 49
17 2 / 2 - خير المواهب 50
18 2 / 3 - أصل الإنسان 52
19 2 / 4 - قيمة الإنسان 53
20 2 / 5 - أول قواعد الإسلام 54
21 2 / 6 - صديق المرء 54
22 2 / 7 - خليل المؤمن ودليله 55
23 2 / 8 - دعامة المؤمن 56
24 2 / 9 - أجمل زينة 56
25 2 / 10 - أغنى الغنى 58
26 2 / 11 - العلم يحتاج إليه 59
27 2 / 12 - النوادر 60
28 الفصل الثالث: التعقل 63
29 3 / 1 - التأكيد على التعقل 63
30 3 / 2 - التحذير من ترك التعقل 69
31 3 / 3 - حجية العقل 74
32 3 / 4 - دور العقل في حساب الأعمال 75
33 3 / 5 - دور العقل في جزاء الأعمال 76
34 الفصل الرابع: أسباب تقوية العقل 79
35 4 / 1 - ما يقوي العقل 79
36 أ: الوحي 79
37 ب: العلم 80
38 ج: الأدب 81
39 د: التجربة 82
40 ه‍: السير في الأرض 83
41 و: المشورة 83
42 ز: التقوى 84
43 ح: مجاهدة النفس 84
44 ط: ذكر الله 84
45 ي: الزهد في الدنيا 85
46 ك: اتباع الحق 85
47 ل: مجالسة الحكماء 85
48 م: رحمة الجهال 85
49 ن: الاستعانة بالله 86
50 4 / 2 - ما يقوي الدماغ 86
51 أ: الدهن 86
52 ب: الدباء 87
53 ج: السفرجل 87
54 د: الكرفس 87
55 ه‍: اللحم 88
56 و: اللبان 88
57 ز: الخل 88
58 ح: السداب 89
59 ط: العسل 89
60 ي: الرمان مع شحمه 89
61 ك: الماء 89
62 ل: الحجامة 90
63 م: الفرفخ 90
64 ن: الأترج 90
65 س: الباقلي 90
66 الفصل الخامس: علامات العقل 91
67 5 / 1 - جنود العقل والجهل 91
68 5 / 2 - آثار العقل 94
69 أ: العلم والحكمة 94
70 ب: معرفة الله 97
71 ج: الدين 99
72 د: كمال الدين 100
73 ه‍: مكارم الأخلاق 102
74 و: محاسن الأعمال 106
75 ز: وضع الأشياء مواضعها 108
76 ح: اختيار الأصلح 108
77 ط: اغتنام العمر 109
78 ي: صواب القول 109
79 ك: حفظ التجارب 110
80 ل: حسن التدبير 110
81 م: إصابة الظن 111
82 ن: الزهد في الدنيا 111
83 س: ترك الفضول 112
84 ع: التزود للآخرة 112
85 ف: النجاة 114
86 ص: الختم بالجنة 115
87 ق: صلاح كل أمر 116
88 ر: خير الدنيا والآخرة 116
89 6 / 9 - العجب 147
90 6 / 10 - الاستغناء بالعقل 148
91 6 / 11 - حب الدنيا 148
92 6 / 12 - شرب الخمر 150
93 6 / 13 - السكرات الخمس 150
94 6 / 14 - كثرة اللهو 150
95 6 / 15 - البطالة 151
96 6 / 16 - طلب الفضول 152
97 6 / 17 - صحبة الجاهل 152
98 6 / 18 - التجاوز عن الحد 152
99 6 / 19 - مماراة السفيه 152
100 6 / 20 - ترك الاستماع من العاقل 153
101 6 / 21 - كثرة أكل لحم الوحش والبقر 153
102 الفصل السابع: أحكام العاقل 155
103 7 / 1 - ما يجب على العاقل 155
104 7 / 2 - ما يحرم على العاقل 157
105 7 / 3 - ما ينبغي للعاقل 158
106 7 / 4 - ما لا ينبغي للعاقل 164
107 القسم الثاني: الجهل الفصل الأول: معنى الجهل 169
108 دراسة في بيان معنى الجهل 171
109 الفصل الثاني: التحذير من الجهل 179
110 2 / 1 - ذم الجهل 179
111 أ: أعظم المصائب 179
112 ب: أوسأ السقم 180
113 ج: أشد الفقر 180
114 د: أضر الأعداء 180
115 ه‍: أشين سوءة 181
116 2 / 2 - ذم الجاهل 181
117 2 / 3 - النوادر 184
118 الفصل الثالث: أصناف الجهال 185
119 توضيح حول أنواع الجهل 187
120 الفصل الرابع: علامات الجهل 191
121 4 / 1 - آثار الجهل 191
122 أ: الكفر 191
123 ب: الشرور 192
124 ج: عداوة العلم والعالم 193
125 د: موت النفس 193
126 ه‍: مساوئ الأخلاق 194
127 و: الفرقة 195
128 ز: الزلة 196
129 ح: الذلة 196
130 ط: الإفراط والتفريط 197
131 ي: شر الدنيا والآخرة 197
132 ك: النوادر 197
133 4 / 2 - صفات الجهال 199
134 4 / 3 - كفى بذلك جهلا 205
135 أ: الإعجاب بالرأي 205
136 ب: الرضا عن النفس 205
137 ج: الجهل بعيوب النفس 205
138 د: الجهل بقدر النفس 206
139 ه‍: منافاة العلم والعمل 206
140 و: إنكار ما يأتي مثله 206
141 ز: ركوب المناهي 206
142 ح: إظهار كل ما يعلم 207
143 ط: رد كل ما يسمع 207
144 ي: الاغترار بالله 207
145 ك: الضحك من غير عجب 207
146 4 / 4 - أجهل الناس 207
147 الفصل الخامس: أحكام الجاهل 211
148 5 / 1 - ما يجب على الجاهل 211
149 أ: التعلم 211
150 ب: التوبة 213
151 ج: التقوى 214
152 د: الوقوف عند الشبهة 214
153 ه‍: الاعتراف بالجهل 216
154 و: الإعتذار من الجهل 216
155 ز: الاستعاذة من الجهل 217
156 ح: الاستغفار من الجهل 218
157 5 / 2 - ما يحرم على الجاهل 218
158 أ: القول بغير علم 218
159 ب: إنكار ما يجهل 219
160 5 / 3 - ما مدح من الجهل 221
161 5 / 4 - ما ينبغي في معاشرة الجاهل 224
162 أ: السلام عند المخاطبة 224
163 ب: السكوت عند المنازعة 225
164 ج: الحلم 226
165 د: التعليم 227
166 ه‍: عدم الوثوق 227
167 و: العصيان 228
168 ز: الإعراض 228
169 الفصل السادس: الجاهلية الأولى 231
170 6 / 1 - معنى الجاهلية 231
171 كلام حول الجاهلية 239
172 6 / 2 - دين الجاهلية 243
173 أ: عبادة غير الله 243
174 جعل الولد لله 243
175 ج: جعل الجن شركاء لله 245
176 جعل النسب بين الله والجن 245
177 ه‍: تحريم بعض الأنعام 245
178 و: تقسيم الحرث والأنعام بين الله والأصنام 248
179 ز: الطواف عريا 249
180 ح: إنكار المعاد 250
181 تحقيق حول عقائد أهل الجاهلية 251
182 6 / 3 - أخلاق الجاهلية 253
183 6 / 4 - أعمال الجاهلية 257
184 أ - وأد البنات 257
185 ب: قتل الأولاد 258
186 ج: الفحشاء 259
187 د: إكراه الفتيات على البغاء 259
188 ه‍: الخمر والميسر والأنصاب والأزلام 260
189 و: لطخ المولود بالدم 260
190 ز: الطيرة 261
191 ح: الاستعاذة بالجن 262
192 ط: الذبح للجن 262
193 ي: التول 262
194 ك: النياحة 263
195 ل: الحلف بغير الله 263
196 6 / 5 - محق الإسلام لعادات الجاهلية 264
197 6 / 6 - ما أبرم من محاسن السنن 268
198 الفصل السابع: الجاهلية الأخرى 273
199 7 / 1 - الانقلاب إلى الأعقاب 273
200 7 / 2 - ما يوجب الرجعة إلى الجاهلية 274
201 أ: عدم معرفة الإمام 274
202 ب: شرب المسكر 275
203 تحقيق فيما يوجب الرجعة إلى الجاهلية 277
204 الفصل الثامن: ختام الجاهلية 281