مواهب الجليل - الحطاب الرعيني - ج ١ - الصفحة ٣٠
أن يسمى الله تعالى بما سمى به نفسه أو أجمعت الأمة عليه. قال القمولي من الشافعية: كقديم وواجب الوجود. وذهب القاضي أبو بكر الباقلاني والمعتزلة أنه يجوز أن يسمى الله تعالى بكل اسم صح معناه ولم يمنع الشرع ولا الإجماع منه. وذهب الغزالي إلى أنه يجوز إطلاق ذلك على سبيل الوصف لا على سبيل التسمية، فالأسماء عنده توقيفية والأوصاف لا نهاية لها. قال القمولي: هذا هو الظاهر. قال: واختلف العلماء في إطلاق اسم عليه تعالى بغير العربية، فمنعه قوم لأن الأسماء توقيفية ولم يرد الشرع بذلك، وإذا أراد العجمي الدعاء سمى الله باسمه باللسان العربي ثم يذكر حاجته بلغته. وذهب قوم إلى الجواز وهو مذهب الفقهاء وقال قبله:
قد يختلف الحال في الإطلاق باختلاف الأزمنة كما في قول موسى عليه السلام (إن هي إلا فتنتك) (الأعراف: 115) فإن هذا اللفظ لم يكن إذا ذاك موهما شيئا فأطلقه موسى عليه السلام، ولا يجوز أن يخاطب الله بمثل هذا الخطاب في وقتنا هذا لما فيه من الإبهام. انتهى. وقال الآبي في شرح مسلم: ما يستعمل من لفظ المولى والسيد يعنى في لصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم حسن وإن لم يرد، والمستند قوله: (أنا سيد ولد آدم) وقد طلب ابن عبد السلام تأديب من قال لا يقولها في الصلاد وإن قالها بطلب فتغيب حتى شفع فيه قال: وكأنه رأى تغيبه تلك المدة عقوبته. وذكر البرزلي عن بعضهم أنه أنكر أن يقولها. يعنى لفظة السيد. أحد ثم قال: وهذا إن صح عنه غاية الجهل. قال: واختار شيخ شيوخنا المجد اللغوي صاحب القاموس ترك ذلك في الصلاة اتباعا للفظ الحديث والإتيان به في غير الصلاة. وذكر الحافظ السخاوي في آخر الباب الأول من القول البديع كلامه، وذكر عن ابن مفلح الحنبلي نحو ذلك. وذكر عن الشيخ عز الدين بن عبد السلام أن الإتيان بها في الصلاة ينبني على الخلاف هل الأولى امتثال الأمر أو سلوك الأدب.
قلت: والذي يظهر لي وأفعله في الصلاة وغيرها الإتيان بلفظ السيد والله أعلم. ومحمد منقول من اسم مفعول المضاعف، ومعناه لغة من كثرت محامده، وهو أبلغ من محمود لأنه من الثلاثي. ألهم الله تعالى أهل نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم تسميته بذلك ليطابق اسمه صفته لأنه محمود في السماء والأرض. وقيل لجده لما سماه بذلك: لم عدلت عن أسماء آبائك؟ فقال:
فقال: ليكون محمودا في السماء والأرض، فكان كذلك. فهو صلى الله عليه وآله وسلم أجل من حمد وأفضل من حمد الأول بفتح الحاء والثاني بضمها. وهو أحمد الحامدين وأحمد المحمود ين ومعه لواء الحمد ويبعثه ربه هناك مقاما محمودا يحمده فيه الأولون والآخرون، ويفتح عليه بمحامد لم يفتح بها على أحد قبله، وأمته الحامدون يحمدون الله على السراء والضراء، وصلاته وصلاة أمته مفتتحة بالحمد وكذلك خطبه وخطبهم ومصاحفهم. والعرب. بفتح العين والراء وبضم العين وسكون الراء. جيل من الناس وهم من يتكلم باللغة العربية والأعراب منهم سكان البادية، والعجم.
بفتح العين والجيم وبضم العين وسكون الجيم. وهم خلاف العرب، ويجوز أن يجمع بين
(٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 ... » »»
الفهرست