مواهب الجليل - الحطاب الرعيني - ج ١ - الصفحة ٢٥
فيه مشاركة المسلمين فإن ذلك مظنة الإجابة. قال الرازي: إن الدعاء مهما كان أعم كان إلى الإجابة أقرب والله أعلم. ص: (والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد العرب والعجم المبعوث لسائر الأمم صلى الله عليه وآله وسلم وعلى آله وأصحابه وأزواجه وذريته وأمته أفضل الأمم) ش: أتبع رحمه الله حمد الله تعالى بالصلاة والسلام على نبيه صلى الله عليه وآله وسلم عليه وسلام، أداء لبعض ما يجب له صلى الله عليه وآله وسلم إذ هو الواسطة بين الله تعالى وبين العباد، وجميع النعم الواصلة إليهم التي أعظمها الهداية للإسلام إنما هي ببركته وعلى يديه، وامتثالا لقوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) (الأحزاب: 56) وعملا بقوله صلى الله عليه وآله (كل كلام لا يذكر الله تعالى فيه فيبدأ به وبالصلاة على فهو أقطع ممحوق من كل بركة) أخرجه الديلمي في مسند الفرودس وأبو موسى المديني والخليلي والرهاوي في الأربعين، قال الحافظ السخاوي: وسنده ضعيف وهو في فوائد ابن منده بلفظ (كل أمر ذي بال لا يبتدأ فيه بذكر الله ثم بالصلاة على فهو أقطع أكتع) انتهى.
قلت: وإن كان ضعيفا فقد اتفق العلماء على جواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال واغتناما للثواب الوارد في قوله صلى الله عليه وآله وسلم (من صلى على في كتاب لم تزل الملائكة تستغفر له ما دام اسمي في ذلك الكتاب) ذكره في الشفاء. وقال العراقي في تخريج أحاديث الإحياء: رواه الطبراني في الأوسط، وأبو الشيخ في الثواب، والمستغفري في الدعوات من حديث أبي هريرة بسند ضعيف. قال الشيخ أحمد زروق: ويحتمل أن يكون المراد كتب الصلاة وهو أظهر، أو قراءة الصلاة المكتوبة وهو أوسع وأرجى انتهى. وسمعت بعض مشايخي يذكر أنه يشترط في حصول الثواب المذكور التلفظ بالصلاة في حال الكتابة ولم أقف عليه لغيره، بل ظاهر الحديث وكلام العلماء أن ذلك ليس بشرط. قال الحافظ السخاوي في شرح الهداية لابن الخزرجي في علم الحديث: وليحافظ الطالب على كتابة الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كلما كتبه بدون رمز كما يفعله الكسالى، ولا يسأم من تكراره سواء كان ثابتا في الأصل أم لا، ومن أغفل الصلاة والسلام حرم أجرا عظيما. ويروى عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال (من صلى على في كتاب لم تزل الملائكة تصلى عليه ما دام اسمي في ذلك الكتاب) ويستحب التلفظ بها مع ذلك انتهى. فظاهره أن الثواب المذكور يحصل بمجرد كتابتها وأن التلفظ بها أمر آخر مستحب. قال في الصحاح: والصلاة اسم يوضع موضع المصدر بل يقال: صليت صلاة ولا يقال: تصلية كما هو قياس مصدره. قال المبرد: أصل الصلاة الترحم فهي من الله رحمة، ومن الملائكة رقة واستدعاء للرحمة. وقال أبو بكر القشيري: الصلاة من الله لمن دون النبي
(٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 ... » »»
الفهرست