التداوي بالأعشاب - الدكتور أمين رويحة - الصفحة ١٥
وينقلون للرعية بشرى شفاء المركيزة من مرضها، على يد رجل الأعشاب، وأعفى الرعية من ضرائب سنة كاملة ابتهاجا، فعم البلاد السرور والغبطة، وأقيمت الزينات والأعياد في كل مكان، ومضى الأهلون يكبرون مهارة رجل الأعشاب ويثنون عليه أعظم الثناء.
وسجل شفاء المركيزة (فرنسيسكا آل كينكون) من الملاريا في سنة 1630 نقطة تحول في سيرة هذا المرض الفتاك وسميت القشور - اللحاء - التي استعملت في معالجتها ب‍ - قشور شجرة آل كينكون. اما اسم الشجرة العلمي فهو (سنكوناد جريانا) أو قشور الكينا، ومنها استخرج فيما بعد (الكينين) الذي ظل (300) سنة ملكا من ملوك الأدوية في عالم الطب.
وكان المركيز كينكون أول أوروبي اطلع على سر تلك القشور وفائدتها في معالجة الملاريا، فنشرت عن طريقه في بلاده (إسبانيا) وأرسل كمية للأطباء الإسبان، فصنع هؤلاء منها مسحوقا عرف أول ما عرف باسم (مسحوق المركيزة) ثم استغله واحتكره الجزويت بعد ذلك، فبدلوا اسمه باسم (مسحوق الجزويت).
أكتفي بهذا القدر من المقال في هذا الموضوع لأدلل على أن الأعشاب الشافية اكتشفها رجال ونساء موهوبون من عامة الشعب (كرجل الأعشاب) في قصتنا، وأخذوا يمارسون التداوي بها قبل ان يأخذها عنهم الأطباء والعلماء.
وتاريخ التطبيب بالأعشاب قديم جدا يرجع إلى العصور الأولى من التاريخ.
فبعض المحفوظات من أوراق البردي وقبور الفراعنة، دلت على أن الكهنة في ذلك الوقت، كان عندهم معلومات كثيرة بأسرار الأعشاب والتداوي بها، حتى أن البعض من هذه الأعشاب الشافية وجد بين ما احتوته قبور الفراعنة من تحف واثار.
كذلك هنالك ما يثبت ان قدماء الهنود قد مارسوا، كقدماء المصريين
(١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 ... » »»
الفهرست