التداوي بالأعشاب - الدكتور أمين رويحة - الصفحة ١٤
- حقق الله أقوالك أيها الشيخ.
- ثق يا سيدي المركيز بأن هذا الشراب الذي أعددته من قشور - لحاء - بعض الأشجار لا يخيب ابدا في معالجة الحمى وشفائها، انها قشور مأخوذة من جذع شجرة برية تنبت عند منحدر الجبل الاعلى، وقد تعرفت على سرها من سكان الجبل نفسه.
- يقول طبيبي الخاص أن ليس في الأعشاب ما يجدى في معالجة هذا المرض..
ان الله يا سيدي المركيز يهدى بعض مخلوقاته الساذجة إلى العلم والمعرفة، والى ما لا يستطيع أذكى الناس التوصل إليه بالدرس والاطلاع على مختلف العلوم، وفوق كل ذي علم عليم.
- أرى انك جدير بأن تصبح طبيبي الخاص أيها الشيخ، فإن وافقت على ذلك أسكنتك قصري وألبستك الحرير وأغدقت عليك الذهب بسخاء، لأنك أوفر حكمة ممن في بلدنا من رجال حكماء.
- انك لكريم رحيم يا سيدي المركيز، ولكني أفضل ان تأذن لي بالعودة إلى الجبال بعد انتهاء مهمتي، لأنني أود التعرف إلى المزيد من أسرار الأعشاب ولا أستطيع ذلك إن بقيت هنا. أما إذا حدث وأصابك أو أصاب زوجتك أي مرض، لا سمح الله، فاستدعني مرة أخرى لأشفيكما منه بإذن الله.
- لك إذن ما تريد أيها الشيخ العجيب، فارجع إلى جبلك فتكون على استعداد لتلبية نداء كل من يحتاج إليك من أفراد رعيتي.
وصدقت أقوال الشيخ وشفيت المركيزة من مرض الحمى - الملاريا.
ولم تمض أسابيع حتى هجرت سريرها الذي كانت قد أشرفت من فوقه على الموت. وأطلق نائب الملك فرسانه ورسله من جديد يطوفون أنحاء البلاد.
(١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 ... » »»
الفهرست