التداوي بالأعشاب - الدكتور أمين رويحة - الصفحة ١٣
- ان شيئا من ذلك كله لا يغريني بالذهاب، ولكني سأعمل على شفاء المريضة لوجه الله الذي وهبني المعرفة بأسرار الأعشاب الشافية.
- إذن أسرع وهيا بنا إلى قصر نائب الملك أيها الشيخ النبيل، ولنسابق الريح.. فطبيب نائب الملك يقول إن الموت جاثم فوق رأس المريضة يكاد يختطفها.
وعندما وصل الفارس ومعه رجل الأعشاب إلى القصر أخذ النبلاء يهزون برؤوسهم استخفافا ويتساءلون: أهذا الشيخ ذو الثياب الرثة، المنقطع في أعالي الجبال، يستطيع إنقاذ المركيزة؟ لا، لا.. لا يجوز لنائب الملك ان يسمح لمثل هذا المخلوق بالدخول إلى مخدع المركيزة بثيابه البالية القذرة..
تعالوا بنا إلى المارشال أولا نستوضحه رأيه في الموضوع.
وهنا ظهر نائب الملك نفسه وقال للنبلاء:
لا تعترضوا الرجل فأنا الذي استدعيته.
ثم التفت إلى الشيخ وقال له:
- اتبعني أيها الشيخ، سأقودك بنفسي إلى سرير المريضة.
وهكذا وقف (رجل الأعشاب) بجوار سرير المركيزة وراح يفتش في كيسه الممتلئ بمختلف أنواع الأعشاب، حتى أخرج منه قشورا جافة فغلاها بالماء واستخرج منها شرابا خضه وصفاه، ثم أعطى المركيزة منه جرعة بعد جرعة، كانت وهي تتجرعها تقبض أسارير وجهها وتقول:
- يا إلهي ما أمر مذاق هذا الشراب!
وبعد ذلك سكنت المركيزة، فندت عن نائب الملك صيحة فزع، وصرخ بالشيخ:
لقد ماتت!.
- لا يا سيدي المركيز، بل هي ستعيش. أنا واثق من ذلك وثوقي بأنني رجل الأعشاب. وستنام المركيزة ولا تصحو إلا عند المساء، فأعود إذ ذاك إلى تجريعها كمية أخرى من الدواء. وسترى يا سيدي المركيز انها ستشفى بعد أسابيع قليلة وتعود إليها صحتها ونضارتها كأحسن ما كانت عليه من قبل.
(١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 7 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 ... » »»
الفهرست