التداوي بالأعشاب - الدكتور أمين رويحة - الصفحة ١٦
هذه المهنة أيضا، وحذقوا بها، ومنهم (سرسروتا Susruta). ثم جاء بعد ذلك قدماء حكماء اليونان ووضعوا المؤلفات عن التداوي بالأعشاب في القرنين الرابع والخامس قبل الميلاد، وأشهرهم في هذا المضمار (هيبوقراط) و (تيوفراستوس) و (ديسكوريدس) و (بلينوس) و (كالينوس).
وظلت مؤلفات هؤلاء عن التداوي بالأعشاب المصدر الأساسي لهذا العلم، حتى جاء بعدهم من الأطباء العرب من اخذ العلم عنهم، وزاد عليه وتوسع فيه بتجارب جديدة وفى مقدمتهم (ابن سينا) والرازي).
وفى القرن الثاني عشر احتكر الرهبان في أوروبا مهنة التداوي بالأعشاب وزراعتها وأشهرهم الراهبة (القديسة هيلديكارد) ومؤلفها الذي سمته ((الفيزياء Physika) كتاب مشهور.
وفتح العرب للأندلس خدم طب الأعشاب في أوروبا، بأن زودها بالكثير من معلومات الأطباء العرب، وأعشاب الشرق، كما أن الحروب الصليبية كانت كذلك بالنسبة للشرق. وازدهر هذا العلم كثيرا بعد اكتشاف أميركا وما فيها من كنوز كثيرة من الأعشاب الطبية. وبعد اكتشاف الطباعة في القرن الخامس عشر كثرت المؤلفات عن التداوي بالأعشاب، وعم انتشار هذه المؤلفات بحيث كانت إلى جانب الإنجيل الكريم لا يخلو منها بيت من البيوت في أوروبا. وقد ظل التداوي بالأعشاب حتى ذلك التاريخ مستندا إلى التجارب والنتائج فقط دون الاهتمام بالبحث العلمي عن موادها الشافية أو طرق تأثيرها في جسم المريض. وكان الأطباء يمارسون مهنة جمع الأعشاب، وتحضير الدواء منها بأنفسهم حتى سنة (1224) حيث افتتحت أول صيدلية في العالم في إيطاليا، وأصدر القيصر فيها مرسوما خاصا، يحصر مهمة تحضير الأدوية من الأعشاب بالصيادلة فقط، على أن يبقى الطبيب مهمة تحديد مقدار ما يجب ان يستعمل منها ممزوجا، وكيفية استعمالها.
(١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 ... » »»
الفهرست