التداوي بالأعشاب - الدكتور أمين رويحة - الصفحة ١٠
ينصرف عنه، حتى وقف عند عشبة وأخذ يأكل منها، وعلى وجهه ملامح الامتعاض، من ثمرها، وهو حب بحجم الجوزة، أصفر اللون. وبعد أن أكل بضع حبات منه خرج من المزرعة مسرعا. فاستغربت هذه الظاهرة خصوصا وأنا أعرف ان الكلاب من فصيلة الحيوانات آكلة اللحوم التي لا تأكل الأثمار والأعشاب، فأخذت بضع حبات من الأثمار وعرضتها على ناظر المزرعة - وهو بويري خبير بالزراعة - وعلمت منه أنها أثمار سامة، وان من أعراض التسمم بها، القئ والاسهال، فالكلب ما أكل منها إذن، إلا وهو بحاجة إلى مسهل ينظف أمعاءه، وقد اهتدى إليها بغريزته وميزها عن باقي الأعشاب الكثيرة التي ليس لها هذا التأثير.
أما الحادثة الثانية من حقائق التاريخ عن اكتشاف الكينا، فهي طويلة وقد سجلتها فيما سجلت في سجن (سالسبوري) من مختلف المواضيع، ونشرت في بعض الصحف العربية تباعا تحت عنوان (سمر سجين) وأرى من الفائدة اعادتها في هذا الصدد رغم طولها لأنها طريفة ومفيدة أيضا:
(شجرة في الجبال: خيم الصمت الموحش على قصر آل (كينكون) في مدينة (ليما) عاصمة (بيرو) في أميركا الجنوبية، حتى كأن الموت قد لف في طيات ردائه الواسع قصر المركيز نائب الملك وحاكم تلك البلاد. وكأن النهار أوقف دورانه والهواء جريانه فلا يتكلم أحد في القصر إلا همسا ولا يمشي إلا على رؤوس أصابع قدميه، فتخفي الطنافس والأبسطة الفخمة المفروشة في غرف القصر وممراته كل ما يمكن ان يحدثه الرائحون والغادون من جلبة أو ضوضاء. وكان الخفراء يحيطون بالقصر والطرقات المؤدية إليه فيمنعون فيها الضوضاء، لان المركيزة (فرانسيسكا) زوج المركيز كينكون نائب الملك وحاكم البلاد - مريضة ممددة على سريرها قد أصابتها حمى شديدة تهددها بالموت، واجتمع يوما حول سريرها أطباء المركيز المختصون للتداول في حالتها وفيما يمكن ان يقدموا لها من أنواع العلاج.
(١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 3 5 7 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»
الفهرست