التداوي بالأعشاب - الدكتور أمين رويحة - الصفحة ٢١
الأعشاب تسترد بعض مجدها الطبي ذكرنا فيما سبق كيف انطوت الأعشاب العلاجية في عالم النسيان أو الاهمال، بعد مزاحمة الأدوية الصناعية لها. غير أن هذه المزاحمة لم تستطع ان تبعد الأعشاب العلاجية كلها من قوائم أدوية الأطباء، فظل عدد منها محتفظا بمكانته، صامدا لكل مزاحمة تأتيه من الأدوية الصناعية الكيماوية ومتغلبا عليها.. ففي عام (1910) كانت الفارماكوبيا الألمانية (والفارماكوبيا هي قائمة الأدوية المستعملة والمعترف بها حكوميا وجميع ما يتعلق باستعمالها من أنظمة علمية وإدارية... الخ) ما زالت تحوي قائمة غير قليلة العدد بأسماء الأعشاب الواجب توفرها في الصيدليات وكل ما يتعلق بها من الوجهة الطبية كما أسلفنا. وفي بداية الحرب العالمية الأولى سنة (1914) قل انتاج مصانع الأدوية الكيماوية بسبب تحولها إلى مصانع لخدمة الحرب ولوازمها، أو لقلة الأعشاب اللازمة لاستخلاص الأدوية منها، مما اضطر ألمانيا للرجوع إلى الأعشاب المنسية للاستعاضة بها عن الأدوية الكيماوية المفقودة، حتى بات الموجود من الأعشاب في ألمانيا لا يسد حاجتها، فعمدت إلى زراعة الأعشاب لتلافي هذا النقص. ومنذ ذلك الحين، ولعله لأول مرة في تاريخ الزراعة، أصبح العلماء يشتغلون بدراسة الأعشاب البرية وطرق زراعتها واستثمارها، وفقا للقواعد الزراعية العلمية. فانتشرت زراعة الأعشاب منذ ذلك الحين في ألمانيا وأصبحت موردا هاما من موارد الزراعة فيها. وأمامي الآن كتاب زراعي باللغة الألمانية يبحث عن الطرق العلمية الحديثة لزراعة الأعشاب،
(٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 ... » »»
الفهرست