التداوي بالأعشاب - الدكتور أمين رويحة - الصفحة ٢٥
سابقة في استعمال الأعشاب والنباتات الطبية. والامر هنا لا يختلف عن مثله في وصف الأدوية الكيماوية أيضا. ويجدر بنا ان نذكر هنا ان تأثير الأعشاب والنباتات الطبية المذكورة في هذا الكتاب لا يكون عاجلا، بل إن نتائجه لا تظهر إلا بعد 4 - 6 أسابيع، وإذا لم يحصل أي تحسن بعد استعمال الدواء طيلة الأسابيع المذكورة فمن المستحسن ان يبدل بغيره. وكذلك الامر إذا وصل التحسن إلى درجة ووقف عندها دون ان يحصل الشفاء، لان لكل علاج قدرة محدودة، تنعدم فائدتها بعد استنفاد هذه القدرة أو اعتياد الجسم عليها.
وقد يفيد في مثل هذه الحالات ان يتوقف المريض عن استعمال الدواء ليعود إليه مرة أخرى بعد أسبوعين أو أكثر حيث يصبح الدواء بعد هذا التوقف مفيدا كالسابق أو أكثر من السابق.
ومن الأمور المهمة أيضا في استعمال الأعشاب والنباتات الطبية، ان لا يتجاوز المريض في استعمالها المقادير المسموح بها أو المطلوبة للتداوي - وتسمى بلغة الطب: الجرعة العلاجية. إذ كثيرا ما ينتج عن هذا التجاوز اضرار بالغة، لا في استعمال الأعشاب والنباتات السامة فحسب، بل أيضا في الأعشاب البسيطة غير السامة. فالبابونج مثلا هو في مقدمة الأعشاب المفيدة لمداواة الكثير من الأمراض كما سيأتي تفصيله فيما بعد، غير أن تجاوز القدر المسموح به في تعاطيه قد يؤدى إلى عواقب وخيمة. ومن البدهي ان كمية الجرعة العلاجية تختلف دائما باختلاف الدواء وجنس المريض وسنه مما سيأتي تفصيله في الأبحاث التالية. ومما تجدر الإشارة إليه في هذا الموضوع أيضا، ان المرأة في دور الحيض تصبح كثيرة الحساسية ويستحسن ان تمتنع طيلة أيام الحيض عن تعاطى كل نوع من أنواع الأدوية، وأن تمتنع في شهور الحمل الأولى (3 - 4) عن تعاطى المواد الحاوية كميات كبيرة من (الزيوت الطيارة) كالبصل مثلا، لأنها من المسهلات وقد يؤدى استعمالها إلى الاجهاض. أما في أيام الرضاعة ففيما عدا الأدوية المدرة للحليب، تمتنع عن تعاطى الأدوية المرة المذاق، لأنها تنتقل
(٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 ... » »»
الفهرست