كلها.. ومضى معروف يحدثهم عن دينه الجديد وما وجد فيه من سكينة النفس وهدوء البال وراحة الضمير.. وحدثهم عن الاله الواحد الأحد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، وأخبرهم أن المسيح عليه السلام إنما هو روح الله وكلمته ألقاها إلى مريم البتول، وأن الله خلقه من غير أب كما خلق آدم من تراب. وليس لله، جلت قدرته، أب ولا ابن ولا زوجة ولا صاحبة تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
وأقبل الفتى معروف على أمه وأبيه وإخوته يحدثهم بكل الحب الذي ملأ جوانح قلبه لهذا الدين ويوضح لهم أن عيسى عليه السلام قد جاء مبشرا برسول يأتي من بعده اسمه أحمد.. وأن دين أحمد صلى الله عليه وآله وسلم لا يفرق بين أحد من رسل الله... وأن الأنبياء جميعا أبناء علات. دينهم واحد ومقصدهم واحد ووجهتهم واحدة: (إن الدين عند الله الاسلام).
وإنما جاء الاختلاق من أتباع الرسل، الذين حرفوا تلك الرسالات وبدلوها..
وانبهرت الأم بكلام ابنها الواضح الجميل السهل الذي لا تعقيد فيه..
وكانت أول من امتلأت جوانب قلبه بالنور.. فصاحت والدموع في مآقيها:
أشهد أن لا إله إلا الله. وأشهد أن محمدا رسول الله.
ورأى الأب الحق واضحا في ما قاله ابنه الفتى معروف.. وانهدمت كل تلك التساؤلات التي بقيت معشعشة في حنايا صدره بإجابات معروف التي تصل إلى القلب مباشرة دون واسطة ولا حجاب.. وشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبد الله ورسوله. وأن عيسى عليه السلام عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه.
وما لبث الاخوة أن رأوا النور كما رآه الأبوان فأسلمت الأسرة كلها بفضل الله ثم بدعوة معروف لها..
ولا يحدثنا التاريخ عن قصة إسلام معروف بالتفصيل ولكنه يذكر لنا أن