ما اخرج من إخوانياته كتب إلى الصاحب كتابي أدام الله عز مولانا وحالي فيما أعاينه من تمثيل حضرته وتذكر خدمته والمواقف التي سعدت فيها برؤيته وأفدت من مشاهدته حظها ومقابلة نعم الله عليه وعلى الأدب وحزبه والكرم وأهله فيه حال امرئ هب وقد أوردته الأحلام مناهل أمله فهو يتلهف تذكرا وتلذذ تحيرا ويناجي النفس تمثلا ويراقب المنى تعللا واحمد الله تعالى على الأحوال كلها وأسأله قرب الإدالة والعقبى السارة وأقول من الطويل (أقول وقلبي في ذراك مخيم * وجسمي جنيب للصبا والجنائب) (يجاذب نحو الصاحب الشوق مقودي * وقد جاذبتني عنه أيدي الشواذب) (سقي الله ذاك العهد عهدا من الحيا * وتلك السجايا الغرغر السحائب) (تذكرت أيامي بقربك والمنى * يقابلني بالعز من كل جانب) (وفي ربعك الدنيا تزف محاسنا * وتفتر منك عن ثنايا مناقب) (وقد لحظت عيناي من شخصك العلا * ومن فرعك الفينان أعلى المناسب) (ومن لفظك الدر المصون ومن حيا * محياك ما لم تجره كف خاطب) (وأخلاقك الغر التي لو تجسمت * لكانت نجوما للنجوم الثواقب) (ففاضت على خذي سوابق عبرة * كما أسلمت عقدا أنامل كاعب) (سلام على تلك المكارم والعلا * تحية خل عن جنابك غائب) (يكابد ما لو كان بالسيف ما مضى * وبالمزن لم تبلل لهاة لشارب) (وإني وإن روعت بالبين شائم * طوالع عتبي من طلاع العواقب)
(٣٧٤)