ومن كتاب عنه في عود الطائع إلى بغداد والتقائه معه ولما ورد أمير المؤمنين النهروان أنعم بالاذن لنا في تلقية على الماء فامتثلناه وتقبلناه وتلقانا من عوائد كرمه ونفحات شيمه والخمائل الواعدة بجميل آرائه وعواطف إنحائه ورعاية ما كنفنا يمنه وشايعنا عزه إلى أن وصلنا إلى حضرته البهية شرفها الله تعالى في الجديدية التي استقبلت منه بسليل النبوة وقعيد الخلافة وسيد الأنام والمستنزل بوجهه درر الغمام فتكفأت علينا ظلال نوره وبشره وغمرتنا جهات تفضله وفضله وقرب علينا سنن خدمته وأنالنا شرف القعود بين يديه على كرسي أمر بنصبه لنا عن يمينه وأمام دسته وأوسعنا من جميل لقياه وكريم نجواه ما يسم بالعز اغفال النعم ويضمن الشرف في النفس والعقب ويكفل من الفوز في الدين والدنيا بغايات الامل وكانت لنا في الوصول إليه والقعود بين يديه في مواقع ألحاظه وموارد ألفاظه مراتب لم يعطها أحد فيها سلف ولم تجد الأيام بمثلها لمن تقدم وسرنا في خدمته على الهيئة التي ألقى شرفها علينا وحصل جمالها مدى الدهر لدينا إلى ان سار إلى سدة دار الخلافة والسعود تشايعه والميامن تواكبه وطلائع الآمال تشرف عليه وثغر الاسلام يبتسم اليه فعزم علينا بالانقلاب معه على ضروب من التشريف لا مورد بعدها في جلال ولا موقف وراءها لمذهب في جمال واجتلت الأعين من محاسن ذلك المنظر وتهادت الألسن من مناقب ذلك المشهد ما بهر بصر الناظر وعاد شمل الاسلام مجموعا ورواق العز ممدودا وصلاح الدهماء مأمولا ونور الدين والدنيا مرقوبا ومن كتاب عنه إلى أخيه مؤيد الدولة لما فتح جرجان وصل كتاب مولاي بذكر الفتح الذي ألبسه الله جماله والنجح الذي قرب
(٣٧١)