(نبئت أني إذا ما غبت تشتمني * قل ما بدا لك فالمحبوب مسبوب) من البسيط قطعة من حل الصاحب وغيره نظم المتنبي واستعانتهم بألفاظه ومعانيه في الترسل فصل له من رسالة في وصف قلعة افتتحها عضد الدولة وأما قلعة كذا فقد كانت بقية الدهر المديد والأمد البعيد تعطس بأنف شامخ من المنعة وتنبو بعطف جامع على الخطبة وترى أن الأيام قد صالحتها على الإعفاء من القوارع وعاهدتها على التسليم من الحوادث فلما أتاح الله للدنيا ابن بجدتها وأبا بأسها ونجدتها جهلوا بون ما بين البحور والأنهار وظنوا الأقدار تأتيهم على مقدار فما لبثوا أن رأوا معقلهم الحصين ومثواهم القديم نهزة الحوادث وفرصة البوائق ومجر العوالي ومجرى السوابق وإنما ألم بألفاظ بيتين لأبي الطيب أحدهما (حتى أتى الدنيا ابن بجدتها * فشكا إليه السهل والجبل) من الكامل والآخر (تذكرت ما بين العذيب وبارق * مجر عوالينا ومجرى السوابق) من الطويل وفصل له لئن كان الفتح جليل الخطر عظيم الأثر فإن سعادة مولانا لتبشر بشوافع له يعلم معها أن لله أسرارا في علاه لا يزال يبديها ويصل أوائلها بتواليها
(١٥٣)