ذلك وزميله وقد قرأت له غير فصل فيما أشرت إليه ونبهت عليه فمنه ما كتب في تقريظ شاب مقتبل الشبيبة مكتهل الفضيلة ولقد آتاه الله في اقتبال العمر جوامع الفضل وسوغه في عنفوان الشباب محامد الاستكمال فلا تجد الكهولة خلة تتلافاها بتطاول المدة وثلمة تسدها بمزايا الحنكة وإنما هو حل نظم أبي الطيب وإن كان في معنى آخر (لا تجد الخمر في مكارمه * إذا انتشى خلة تلافاها) من المنسرح وأخذ من قول البحتري (تكرمت من قبل الكؤوس عليهم * فما اسطعن أن يحدثن فيك تكرما) من الطويل ومنه ما كتب إلى ابن معروف تهنئة بقضاء القضاة منزلة قاضي القضاة تجل عن التهنئة لأن ما تكتسبه الولاة بها من الصيت والذكر ويدرعونه فيها من الجمال والفخر سابق لها عنده وحاصل قبلها له وإذا مد أحدهم إليها يدا تجذبها إلى سفال جذبتها يده إلى المحل العالي فكأن أبا الطيب المتنبي عناه أو حكاه بقوله (فوق السماء وفوق ما طلبوا * فإذا أرادوا غاية نزلوا) من الكامل ومنه ما كتب وعاد مولانا إلى مستقر عزه عود الحلي إلى العاطل والغيث إلى الروض الماحل وإنما من قول أبي الطيب (وعدت إلى حلب ظافرا * كعود الحلي إلى العاطل) من المتقارب
(١٥٧)