الدابة فرقا فلما قرب مني ثنى السنان وحسر لثامه فإذا المتنبي وأنشدني (نثرنا رءوسا بالأحيدب منهم * كما نثرت فوق العروس الدراهم) من الطويل ثم قال كيف ترى هذا القول أحسن هو فقلت له ويحك قد قتلتني يا رجل قال ابن جني فحكيت أنا هذه الحكاية بمدينة السلام لأبي الطيب فعرفها وضحك لها وذكر أبا علي من التقريظ والثناء بما يقال في مثله قال وأنشدت أبا علي ليلا قصيدة أبي الطيب التي أولها (واحر قلباه ممن قلبه شبم) من البسيط فلما وصلت إلى قوله فيها (وشر ما قنصته راحتي قنص * شهب البزاة سواء فيه والرخم) أعجب جدا به ولم يزل يستعيده حتى حفظه ومعناه إذا تساويت ومن لا قدر له في أخذ عطاياك فأي فضل لي عليه وما كان من الفائدة كذا لم أفرح به وإنما أفرح بأخذ ما تختص به الأفاضل قال وحدثني المتنبي قال حدثني فلان الهاشمي من أهل حران بمصر قال أحدثك بطريفة كتبت إلى امرأتي وهي بحران كتابا تمثلت فيه ببيتك (بم التعلل لا أهل ولا وطن * ولا نديم ولا كأس ولا سكن) من البسيط
(١٤٨)