وقوله (يضاحك في ذا اليوم كل حبيبة) من الطويل فهو كما تراه سخافة وضعف ولو تصفحت شعره لوجدت فيه أضعاف ما ذكرناه من هذه الإشارة وأنت لا تجد في عدة دواوين جاهلية حرفا والمحدثون أكثر استعانة بها لكن في الفرط والندرة أو على سبيل الغلط والفلتة ومنها الإفراط في المبالغة والخروج فيه إلى الإحالة كقوله (ونالوا ما اشتهوا بالحزم هونا * وصاد الوحش نملهم دبيبا) من الوافر وقوله (وضاقت الأرض حتى صار هاربهم * إذا رأى غير شيء ظنه رجلا) (فبعده وإلى ذا اليوم لو ركضت * بالخيل في لهوات الطفل ما سعلا) من البسيط وقوله (وأعجب منك كيف قدرت تنشأ * وقد أعطيت في المهد الكمالا) (وأقسم لو صلحت يمين شيء * لما صلح العباد له شمالا) من الوافر وقوله (بمن أضرب الأمثال أم من أقيسه * إليك وأهل الدهر دونك والدهر) من الطويل
(٢٠٤)