ومنها الإيضاح عن ضعف العقيدة ورقة الدين على أن الديانة ليست عيارا على الشعراء ولا سوء الاعتقاد سببا لتأخر الشاعر ولكن للإسلام حقه من الإجلال الذي لا يسوغ الإخلال به قولا وفعلا ونظما ونثرا ومن استهان بأمره ولم يضع ذكره وذكر ما يتعلق به في موضع استحقاقه فقد باء بغضب من الله تعالى وتعرض لمقته في وقته وكثيرا ما قرع المتنبي هذا الباب بمثل قوله (يترشفن من فمي رشفات * هن فيه أحلى من التوحيد) من الخفيف وقوله (ونصفي الذي يكنى أبا الحسن الهوى * ونرضى الذي يسمى الإله ولا يكنى) من الطويل وقوله من قصيدة مدح بها العلوي (وأبهر آيات التهامي أنه * أبوكم وإحدى مالكم من مناقب) من الطويل وقوله (تتقاصر الأفهام عن إدراكه * مثل الذي الأفلاك فيه والدنا) من الكامل وقد أفرط جدا لأن الذي الأفلاك فيه والدنا هو علم الله عز وجل وقوله (الناس كالعابدين آلهة * وعبده كالموحد اللاها) من المنسرح وقوله (لو كان علمك بالإله مقسما * في الناس ما بعث الإله رسولا) من الكامل
(٢١٠)