فناداه الحباب بن المنذر: يا بشير سعد عققت عقاق!
أنفست على ابن عمك الإمارة؟
فقال: لا والله، ولكني كرهت أن أنازع قوما حقا جعله الله لهم ولما رأت الأوس ما صنع بشير بن سعد وما تدعوا إليه قريش وما تطلب الخزرج من تأمير سعد بن عبادة قال بعضهم لبعض - وفيهم أسيد بن حضير وكان أحد النقباء -:
والله لئن وليتها الخزرج عليكم مرة، لا زالت لهم عليكم بذلك الفضيلة ولا جعلوا لكم معهم فيها نصيبا أبدا، فقوموا فبايعوا أبا بكر فقاموا إليه فبايعوه، فأنكر على سعد بن عبادة وعلى الخزرج ما كانوا اجتمعوا من أمر... فأقبل الناس من كل جانب يبايعون أبا بكر وكادوا يطأون سعد بن عبادة.
فقال أناس من أصحاب سعد: اتقوا سعدا لا تطأوه.
فقال عمر: اقتلوه قتله الله.
ثم قام على رأسه فقال: لقد هممت أن أطأك حتى تندر عضوك.
فأخذ قيس بن سعد بلحية عمر فقال: والله لو حصصت منه شعره ما رجعت وفي فيك واضحة.
فقال أبو بكر: مهلا يا عمر! الرفق ها هنا أبلغ.
فأعرض عنه عمر.
وقال سعد: أما والله لو أن بي قوة أقوى بها على النهوض لأسمعت من في أقطارها وسككها زئيرا يحجرك وأصحابك، أما والله إذا لألفينك بقوم كنت فيهم تابعا غير متبوع احملوني من هذا المكان فحملوه فأدخلوه في داره.
أقول: هذه الحادثة لا تحتاج إلى شرح وتعليق فهي بنفسها تكشف عن كيفية