وقال تعالى فيهم في سورة الأنفال: (ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض، تريدون عرض الدنيا، والله يريد الآخرة، والله عزيز حكيم، لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم) (1).
وقال تعالى فيهم في سورة التوبة: (يحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عنهم فأعرضوا عنهم إنهم رجس ومأواهم جهنم جزاء بما كانوا يكسبون) (2).
وفي هذه الآية يخاطب الله رسوله مدلا له على جماعة منهم أمرا له صلى الله عليه وآله بالإعراض عن ظاهر نفاقهم. انتهى.
بعد عرض الأدلة القرآنية في كشف زيف حديث (أصحابي كالنجوم).
أقول: أيها المسلمون فهؤلاء الذين تلونا عليكم فيهم هذه الآيات، وأوردنا لكم في حالهم الأحاديث الصحاح، كلهم كانوا من الصحابة، ومن يشملهم اسم الصحبة، وتحقيق نسبة صحبتهم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله على طبقاتهم في الخطأ والعمد والضلال والنفاق لأن جميعهم رأوا النبي صلى الله عليه وآله وجالسوه وكانوا بحضرته صلى الله عليه وآله، ولا يستطيع من له عقل أن يدفع ذلك عنهم، أو يخصصه بغيرهم، كما لا يستطيع أن يتمسك بالصحبة ومشاهدة النبي صلى الله عليه وآله والجلوس معه صلى الله عليه وآله ويجعل ذلك دليلا علميا وبرهانا منطقيا، على الصواب وأنه يوجب لهم العصمة من الخطأ أو الضلال وهو يرى بأم عينه تلك الآيات وهاتيك الروايات الصحاح.
وبعد كل ذلك إنا نطالب الأخوة المسلمين أن يخبرونا من هم أولئك