ومن الحوار اكتشفت الحقيقة - هشام آل قطيط - الصفحة ٢٠٦
وذكرت أن النبي صلى الله عليه وآله نحلها إياها فلم يصدقها في ذلك مع أنها من أهل الجنة، وأن الله تعالى أذهب عنها الرجس الذي هو أعم من الكذب وغيره، واستشهدت عليا عليه السلام وأم أيمن مع شهادة النبي صلى الله عليه وآله لها بالجنة، فقال: رجل مع رجل وامرأة، وصدق الأزواج في ادعاء الحجرة، ولم يجعل الحجرة صدقة فأوصت فاطمة وصية مؤكدة أن يدفنها علي ليلا حتى لا يصلي عليها أبو بكر (1).
وأبو بكر قال: أقيلوني فلست بخيركم وعلي فيكم (2)، فإن صدق فلا يصح له التقدم على علي بن أبي طالب عليه السلام وإن كذب فلا يصلح للإمامة، ولا يحمل هذا على التواضع لجعله شيئا موجبا لفسخ الإمامة وحاملا له عليه.
وأبو بكر قال: إن لي شيطانا يعتريني، فإذا زغت فقوموني (2). ومن يعتريه الشيطان فلا يصلح للإمامة!!
وأبو بكر قال في حقه عمر: إن بيعة أبي بكر كانت فلتة، ووقى الله المسلمين شرها، فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه (4)، فتبين أن بيعته كانت خطأ على غير الصواب، وأن مثلها مما يجب المقاتلة عليها.
وأبو بكر تخلف عن جيش أسامة وولاه عليه، ولم يول النبي صلى الله عليه وآله على

(1) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 16 - ص 280 - 281، وقد تقدمت تخريجاته.
(2) الإمامة والسياسة ج 1 - ص 21، نهج الحق ص 264، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 1 - ص 169.
(3) نفس المصدر السابق.
(4) صحيح البخاري (باب رجم الحبلى من الزنا إذا أحصنت).
(٢٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 ... » »»
الفهرست