فقال: نقضوا العهود وولوا الدبر.
فقال: اكفني هؤلاء، فكشفهم عنه ولم يزل يصادم كتيبة بعد كتيبة وهو ينادي المسلمين حتى تجمعوا، وقال جبرائيل عليه السلام إن هذه لهي المواساة، لقد عجبت الملائكة من حسن مواساة علي لك بنفسه.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: (وما يمنعه من ذلك وهو مني وأنا منه) (1). ولثبات علي عليه السلام رجع بعض المسلمين ورجع عثمان بعد ثلاثة أيام، فقال له النبي صلى الله عليه وآله:
لقد ذهبت بها عريضة (2) وفي غزوة الخندق إذ أحدق المشركون بالمدينة كما قال الله تعالى: (إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا) (3)، واقتحم عمرو بن عبد ود الخندق على المسلمين ونادى بالبراز فأحجم عنه المسلمون وبرز علي عليه السلام متعمما بعمامة رسول الله صلى الله عليه وآله وبيده سيف فضربه ضربة كانت توازن عمل الثقلين إلى يوم القيامة (4)، وأين كان هناك أبو بكر وعمر وعثمان.