قال يوحنا: هذه الفضائل كلها لعلي عليه السلام بوجه هو أبلغ من حصولها لغيره.
قال يوحنا: أما شرف الأصل فهو ابن عم النبي صلى الله عليه وآله وزوج ابنته، وأبو سبطيه.
وأما العلم فقال النبي صلى الله عليه وآله: (أنا مدينة العلم وعلي بابها) (1) وقد تقرر في العقل أن أحدا لا يستفيد من المدينة شيئا إلا إذا أخذ من الباب، فانحصر طريق الاستفادة من النبي صلى الله عليه وآله في علي عليه السلام وهذه مرتبة عالية، وقال صلى الله عليه وآله (أقضاكم علي) (2) وإليه تعزى كل قضية، وتنتهي كل فرقة، وتنحاز إليه كل طائفة، فهو رئيس الفضائل وينبوعها، وأبو عذرها، وسابق مضمارها، ومجلي حلبتها، كل من برع فيها فمنه أخذ، وبه اقتفى، وعلى مثاله احتذى، وقد عرفتم أن أشرف العلوم العلم الإلهي، ومن كلامه اقتبس وعنه نقل ومنه ابتدأ.
فإن المعتزلة الذين هم أهل النظر ومنهم تعلم الناس هذا الفن هم تلامذته، فإن كبيرهم واصل بن عطاء تلميذ أبي هاشم عبد الله بن محمد ابن الحنفية (3)،