مساحة للحوار - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ١٤٣
عن إلغاء جميع الترتيبات والنصوص الشرعية المتعلقة بظاهرة السلطة، ولم يبق من هذه الترتيبات والنصوص إلا القشور أو تلك التي يمكن تأويلها لصالح خليفة البطون!
وترتب على إلغاء الترتيبات الإلهية والنصوص الشرعية وضع ترتيبات وضعية جديدة، واعتبار ما فعله الانقلابيون بمثابة سوابق شرعية، أو نصوص قانونية. ولم يكتف الانقلابيون بذلك إنما ألغوا المرجعية التي اختارها الله ورسوله، وعدوا أنفسهم - بالقوة والقهر - مرجعية بديلة!
لقد أكد الرسول أن الهدى لا يدرك إلا بالثقلين: كتاب الله وعترة النبي أهل بيته كما هو ثابت من حديث الثقلين وأن الضلالة لا يمكن تجنبها إلا بالتمسك بهذين الثقلين، لأن كل واحد منهما متكامل مع الآخر ومتمم له، ولا يستقيم الإسلام إلا بهما، وهما الثقل القانوني أو الحقوقي المتمثل بالقرآن وبيان النبي لهذا القرآن، والثقل الشخصي المتمثل بعترة النبي أهل بيته، فهم القيادة والمرجعية في كل زمان، وهم المعدون والمؤهلون إلهيا " لفهم القرآن فهما " قائما " على الجزم واليقين، فما يقولون هو المقصود الإلهي من هذا النص، فضلا " عن ذلك فإن أئمة أهل بيت النبوة هم وحدهم الذين أحاطوا بالبيان النبوي لأنهم تلقوه مباشرة عن رسول الله.
وجاء الانقلابيون، أو قادة بطون قريش، وألغوا هذه المرجعية، وأعلنوا بكل صلف وصراحة، أن القرآن وحده يكفي ولا حاجة لأهل بيت النبوة، وتجاهلوا حديث الثقلين وأحاديث الإمامة والولاية والخلافة، تماما " كما فعلوا مع الرسول يوم أراد أن يكتب توجيهاته النهائية. إذ حضروا من دون دعوة، وما أن قال الرسول: قربوا أكتب لكم كتابا " لن تضلوا بعده أبدا " حتى تجاهلوا قوله، وقال عمر بن الخطاب للحاضرين، من بطون قريش: إن الرسول قد هجر، ولا حاجة لنا بكتابه حسبنا كتاب الله، وتصرف كأن الرسول غير موجود. عندئذ ردد رجالات البطون من خلفه: القول ما قاله عمر، إن الرسول يهجر حسبنا كتاب الله، وتصرفوا، أيضا "، كأن الرسول غير موجود، وكانوا هم الأكثرية فأثاروا لغطا " شديدا " وخلافا " مما اضطر الرسول لأن يصرف الجميع.
وبعد موت الرسول، رتبت البطون أمرها وألغت مرجعية ربها وتجاهلت
(١٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 5
2 قصة تأليف الكتاب 7
3 شكوى صديق 7
4 الرغبة في المعرفة 7
5 خطة الحوار 8
6 الحوار في الكتاب 8
7 الباب الأول مفهوم الشيعة والتشيع الفصل الأول: معنى كلمة شيعة 13
8 الفصل الثاني: معنى كلمة شيعة في السياق التاريخي 21
9 الفصل الثالث: تدبير النبي وتدبير الشيع العربية 31
10 الفصل الرابع: شيعة أهل بيت النبوة، تكون وفرق 41
11 الباب الثاني الإمامة بعد وفاة النبي الفصل الأول: التنكر لنصوص الإمامة 73
12 الفصل الثاني: النصوص الشرعية الدالة على خلافة علي وإمامته 91
13 الباب الثالث عقيدة كل من الشيعة والسنة في جمع القرآن الكريم وذات رسول الله والأئمة من بعده، ومصادر التشريع الفصل الأول: عقيدة أهل بيت النبوة وشيعتهم في جمع القرآن الكريم 105
14 الفصل الثاني: عقيدة أهل بيت النبوة وشيعتهم في رسول الله محمد (ص) والأئمة من بعده 115
15 الباب الرابع نظرية عدالة الصحابة الفصل الأول: نظرية عدالة الصحابة عند الخلفاء وشيعتهم 129
16 الفصل الثاني: الصحابة والصحبة في مفهوم أهل بيت النبوة وشيعتهم 167
17 الباب الخامس التقية والمتعة في الإسلام وعند شيعة أهل بيت النبوة الفصل الأول: التقية 177
18 الفصل الثاني: المتعة في الإسلام وعند شيعة أهل بيت النبوة 185
19 الباب السادس الاختلافات الفقهية بين شيعة أهل بيت النبوة، وشيعة الخلفاء (أهل السنة) الفصل الأول: الوضع الأمثل وبذور الاختلاف 199
20 الفصل الثاني: محاولة لتقديم الإسلام في جو الخلاف والاختلاف 207
21 الفصل الثالث: نماذج من الخلاف والاختلاف بين المسلمين 219
22 الباب السابع الدعوة إلى وحدة المسلمين الفصل الأول: أسباب الخلاف والاختلاف 235
23 الفصل الثاني: منهاج دولة البطون التربوي والتعليمي 243
24 الفصل الثالث: من هم المراجع بعد الصحابة وسقوط دولة البطون؟ 257