مساحة للحوار - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٤١
الفصل الرابع شيعة أهل بيت النبوة: تكون وفرق الدعوة الإلهية إلى التشيع أعطى القرآن الكريم أهل بيت النبوة مكانة متميزة لم يعطها لأهل بيت قط، فهم المعنيون بآيات التطهير والمباهلة والمودة في القربى حتى أن الله تعالى حرم عليهم الصدقة، وخصص لهم جزءا " من الأفعال. وهم المبشرون بالجنة (وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا ") [الإنسان / 12] قبل أن يبشر بها أحد. ومن الطبيعي أن فاطمة وعلي والحسن والحسين هم سادة أهل بيت النبوة بلا خلاف. فهم أقرب الناس للنبي، وهم أول المعنيين بالآيات التي أشرنا إليها. ثم إن النبي ركز تركيزا " مكثفا " على أهل بيت النبوة بعامة وعلى علي بن أبي طالب والحسن والحسين بخاصة.
وأبرز عليا " بن أبي طالب، فقال إنه خليفته وإنه الولي من بعده بل وولي كل مؤمن ومؤمنة، وأنه الإمام، وأنه المبين، وأنه الهادي، ولا أحد يؤدي عن النبي إلا النبي نفسه أو علي، وأن علي من بعد النبي هو أولى بكل مؤمن من نفسه، ومن بعد علي الحسن، ومن بعد الحسن الحسين إلى أن يتم العدد اثنى عشر إماما " بالمهدي المنتظر. والأهم من ذلك أن رسول الله عد القرآن الكريم ثقلا "، واعتبر هؤلاء الأطهار ثقلا " آخر، وجزم رسول الله بأن الهدي لا يدرك إلا بالتمسك بهذين الثقلين معا "، وأن الضلالة لا يمكن تجنبهما إلا بالتمسك بهما معا ". ما يجعل التشيع لأهل بيت النبوة، في هذا المفهوم والتمسك بهم، معادلا " للتشيع للقرآن الكريم والتمسك به لأنهما خلاصة الدين وعنوانه وضمان وجوده واستمراره. والتشيع، في هذا المفهوم، عمل تعبدي من جميع الوجوه خاصة وأن رسول الله لم يأمر بذلك من تلقاء نفسه ولا بمبادرة شخصية منه، بل كان يبين القرآن ويتبع بدقة متناهية ما يوحى إليه (إن أتبع إلا ما يوحى إلي) [الأنعام / 50]. ومن جهة ثانية، فإن عليا " بن أبي طالب لم يكن شخصا " مغمورا "، فأبوه عبد مناف بن عبد المطلب (أبو طالب) شيخ البطاح، تعرفه جميع العرب. ثم إن النبي قد ربي عليا "، وأتبعه علي
(٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 5
2 قصة تأليف الكتاب 7
3 شكوى صديق 7
4 الرغبة في المعرفة 7
5 خطة الحوار 8
6 الحوار في الكتاب 8
7 الباب الأول مفهوم الشيعة والتشيع الفصل الأول: معنى كلمة شيعة 13
8 الفصل الثاني: معنى كلمة شيعة في السياق التاريخي 21
9 الفصل الثالث: تدبير النبي وتدبير الشيع العربية 31
10 الفصل الرابع: شيعة أهل بيت النبوة، تكون وفرق 41
11 الباب الثاني الإمامة بعد وفاة النبي الفصل الأول: التنكر لنصوص الإمامة 73
12 الفصل الثاني: النصوص الشرعية الدالة على خلافة علي وإمامته 91
13 الباب الثالث عقيدة كل من الشيعة والسنة في جمع القرآن الكريم وذات رسول الله والأئمة من بعده، ومصادر التشريع الفصل الأول: عقيدة أهل بيت النبوة وشيعتهم في جمع القرآن الكريم 105
14 الفصل الثاني: عقيدة أهل بيت النبوة وشيعتهم في رسول الله محمد (ص) والأئمة من بعده 115
15 الباب الرابع نظرية عدالة الصحابة الفصل الأول: نظرية عدالة الصحابة عند الخلفاء وشيعتهم 129
16 الفصل الثاني: الصحابة والصحبة في مفهوم أهل بيت النبوة وشيعتهم 167
17 الباب الخامس التقية والمتعة في الإسلام وعند شيعة أهل بيت النبوة الفصل الأول: التقية 177
18 الفصل الثاني: المتعة في الإسلام وعند شيعة أهل بيت النبوة 185
19 الباب السادس الاختلافات الفقهية بين شيعة أهل بيت النبوة، وشيعة الخلفاء (أهل السنة) الفصل الأول: الوضع الأمثل وبذور الاختلاف 199
20 الفصل الثاني: محاولة لتقديم الإسلام في جو الخلاف والاختلاف 207
21 الفصل الثالث: نماذج من الخلاف والاختلاف بين المسلمين 219
22 الباب السابع الدعوة إلى وحدة المسلمين الفصل الأول: أسباب الخلاف والاختلاف 235
23 الفصل الثاني: منهاج دولة البطون التربوي والتعليمي 243
24 الفصل الثالث: من هم المراجع بعد الصحابة وسقوط دولة البطون؟ 257