مساحة للحوار - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ١٤٦
بينت الولي أو القائد أو الإمام من بعد النبي، وكيفية انتقال منصب الإمامة من إمام إلى إمام، وزعموا أن رسول الله قد ترك الأمة دون أن يعين راعيا " لها من بعده، أو خلى على الناس أمرهم ليختاروا لأنفسهم من يرونه مناسبا "! ومن هذا المنطق اختار المسلمون خليفة البطون الأول! وليس لأحد من المسلمين مصلحة في أن يقول لقادة البطون: طالما أن الرسول قد خلى على الناس أمرهم ليختاروا لأنفسهم، فلماذا لا تعتدون به وتخلوا على الناس أمرهم كما خلي؟ لقد عهد أبو بكر بالخلافة لعمر، وعهد عمر بالخلافة عمليا " لعثمان! وطوال تاريخ دولة البطون لم يمت خليفة قبل أن يعهد بالخلافة لمن يليه، وكل هذا يشكل نقيضا " ونقضا " لنظرية التخلية التي بذلت البطون جهودا " هائلة لتعميمها على العامة.
4 - مقولة (حسبنا كتاب الله):
تعد هذه المقولة من أخطر المقولات اخترعها خلفاء البطون وأولياؤهم لإخراج النبي بذاته وفعله وقوله من دائرة التأثير على الحدث السياسي، ولإبطال جميع النصوص الشرعية التي أعلنها والمتعلقة بالقيادة أو الإمامة من بعده. وأول من نادى بهذه المقولة هو الخليفة الثاني عمر بن الخطاب، فعند ما شعر هو وأركان بطون قريش أن الرسول يريد أن يكتب توجيهاته النهائية، قدروا أن مواجهة توثيق الرسول الخطي عملية صعبة، وبالتالي فإن هذا التوثيق قد يقلب كافة مخططاتهم، لذلك استماتوا ليحولوا بين الرسول وبين كتابة توجيهاته النهائية.
لكن هذا حشد عمر أركان البطون ودخلوا إلى بيت الرسول في الوقت المحدد لكتابة توجيهاته النهائية، وما أن قال الرسول لأوليائه (قربوا أكتب لكم كتابا " لن تضلوا بعده أبدا) حتى قال عمر لأوليائه: إن الرسول يهجر ولا حاجة لنا بكتابه، حسبنا كتاب الله. وعلى الفور ردد أركان البطون من خلف عمر: القول ما قاله عمر إن الرسول يهجر حسبنا كتاب الله!! وخلق عمر وأركان البطون مناخا " من الفوضى والاختلاف صارت الكتابة فيه أمرا " مستحيلا " (1) وعند ما قبض أركان البطون على

(١) وقد وثقنا ذلك راجع على سبيل المثال (كتابنا نظرية عدالة الصحابة) ص 286، وما بعدها.
(١٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 5
2 قصة تأليف الكتاب 7
3 شكوى صديق 7
4 الرغبة في المعرفة 7
5 خطة الحوار 8
6 الحوار في الكتاب 8
7 الباب الأول مفهوم الشيعة والتشيع الفصل الأول: معنى كلمة شيعة 13
8 الفصل الثاني: معنى كلمة شيعة في السياق التاريخي 21
9 الفصل الثالث: تدبير النبي وتدبير الشيع العربية 31
10 الفصل الرابع: شيعة أهل بيت النبوة، تكون وفرق 41
11 الباب الثاني الإمامة بعد وفاة النبي الفصل الأول: التنكر لنصوص الإمامة 73
12 الفصل الثاني: النصوص الشرعية الدالة على خلافة علي وإمامته 91
13 الباب الثالث عقيدة كل من الشيعة والسنة في جمع القرآن الكريم وذات رسول الله والأئمة من بعده، ومصادر التشريع الفصل الأول: عقيدة أهل بيت النبوة وشيعتهم في جمع القرآن الكريم 105
14 الفصل الثاني: عقيدة أهل بيت النبوة وشيعتهم في رسول الله محمد (ص) والأئمة من بعده 115
15 الباب الرابع نظرية عدالة الصحابة الفصل الأول: نظرية عدالة الصحابة عند الخلفاء وشيعتهم 129
16 الفصل الثاني: الصحابة والصحبة في مفهوم أهل بيت النبوة وشيعتهم 167
17 الباب الخامس التقية والمتعة في الإسلام وعند شيعة أهل بيت النبوة الفصل الأول: التقية 177
18 الفصل الثاني: المتعة في الإسلام وعند شيعة أهل بيت النبوة 185
19 الباب السادس الاختلافات الفقهية بين شيعة أهل بيت النبوة، وشيعة الخلفاء (أهل السنة) الفصل الأول: الوضع الأمثل وبذور الاختلاف 199
20 الفصل الثاني: محاولة لتقديم الإسلام في جو الخلاف والاختلاف 207
21 الفصل الثالث: نماذج من الخلاف والاختلاف بين المسلمين 219
22 الباب السابع الدعوة إلى وحدة المسلمين الفصل الأول: أسباب الخلاف والاختلاف 235
23 الفصل الثاني: منهاج دولة البطون التربوي والتعليمي 243
24 الفصل الثالث: من هم المراجع بعد الصحابة وسقوط دولة البطون؟ 257