مساحة للحوار - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ١٧٧
الفصل الأول التقية معناها لغة واصطلاحا " تعني التقية، لغة، حفظ الشئ وصيانته وحمايته من الأذى، ووقايته من الضرر. وبهذا المعنى وردت في القرآن الكريم، ففي الآية 28 من سورة آل عمران أمر الله المؤمنين ألا يتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين، ولكنه رخص لهم ذلك بقوله تعالى (إلا أن تتقوا منهم تقاة). وفي سورة غافر الآية 28 ساق القرآن الكريم صورة واقعية من صور التقية فقال تعالى: (وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه) ثم وضع القرآن الصورة وكملها، فقال: (من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان..) [النحل / 106] فمن يكفر بعد الإيمان عليه غضب من الله، وله عذاب شديد إلا أن الله تعالى لا يغضب عليه ولا يعذبه إذا كان إعلانه للكفر ناتج عن الإكراه، شريطة أن يكون قلبه مطئمن بالإيمان.
وعلى صعيد السنة النبوية، فالمعلوم أن عمار بن ياسر قد أعطى المشركين ما أرادوا بلسانه، ولما قص على الرسول ما حدث قال له الرسول: كيف تجد قلبك؟ قال: مطئمن بالإيمان، فقال الرسول: (فإن عادوا فعد) وقد أرسى الرسول قواعد هذا المبدأ: رفع عن أمتي: - الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه..
فالتقية تعنى، لغة واصطلاحا "، (كتمان الحق، وستر الاعتقاد فيه، ومصانعة القائمين على السلطة وأعوانهم وقاية للنفس أو الدين أو المال أو العرض من ضرر مؤكد، أو يقوي الظن باحتمال وقوعه، فالمعيار شخصي وموضوعي يختلف من فرد إلى فرد، لكن العبرة بوقوع الضرر أو قوة الظن بوقوعه، فهنا يجب التقية، فإذا كان الإنسان لا يعلم ضررا " بإظهار الحق، ولا قوي ظنه باحتمال وقوعه فلا تجب التقية، بل يجب الجهر بالحق وإعلان الاعتقاد به، وعدم مصانعة الظالمين وأعوانهم).
التقية مسلك فطري يقدره العقل بالضرورة الإنسان، أي إنسان، مفطور على الحفاظ على حياته ومصالحه ومعتقداته والتستر عليها إن كان في الإعلان عنها خطر عليه وعليها، لأن التستر لا يلغيها،
(١٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 171 172 173 174 175 177 178 179 180 181 182 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 5
2 قصة تأليف الكتاب 7
3 شكوى صديق 7
4 الرغبة في المعرفة 7
5 خطة الحوار 8
6 الحوار في الكتاب 8
7 الباب الأول مفهوم الشيعة والتشيع الفصل الأول: معنى كلمة شيعة 13
8 الفصل الثاني: معنى كلمة شيعة في السياق التاريخي 21
9 الفصل الثالث: تدبير النبي وتدبير الشيع العربية 31
10 الفصل الرابع: شيعة أهل بيت النبوة، تكون وفرق 41
11 الباب الثاني الإمامة بعد وفاة النبي الفصل الأول: التنكر لنصوص الإمامة 73
12 الفصل الثاني: النصوص الشرعية الدالة على خلافة علي وإمامته 91
13 الباب الثالث عقيدة كل من الشيعة والسنة في جمع القرآن الكريم وذات رسول الله والأئمة من بعده، ومصادر التشريع الفصل الأول: عقيدة أهل بيت النبوة وشيعتهم في جمع القرآن الكريم 105
14 الفصل الثاني: عقيدة أهل بيت النبوة وشيعتهم في رسول الله محمد (ص) والأئمة من بعده 115
15 الباب الرابع نظرية عدالة الصحابة الفصل الأول: نظرية عدالة الصحابة عند الخلفاء وشيعتهم 129
16 الفصل الثاني: الصحابة والصحبة في مفهوم أهل بيت النبوة وشيعتهم 167
17 الباب الخامس التقية والمتعة في الإسلام وعند شيعة أهل بيت النبوة الفصل الأول: التقية 177
18 الفصل الثاني: المتعة في الإسلام وعند شيعة أهل بيت النبوة 185
19 الباب السادس الاختلافات الفقهية بين شيعة أهل بيت النبوة، وشيعة الخلفاء (أهل السنة) الفصل الأول: الوضع الأمثل وبذور الاختلاف 199
20 الفصل الثاني: محاولة لتقديم الإسلام في جو الخلاف والاختلاف 207
21 الفصل الثالث: نماذج من الخلاف والاختلاف بين المسلمين 219
22 الباب السابع الدعوة إلى وحدة المسلمين الفصل الأول: أسباب الخلاف والاختلاف 235
23 الفصل الثاني: منهاج دولة البطون التربوي والتعليمي 243
24 الفصل الثالث: من هم المراجع بعد الصحابة وسقوط دولة البطون؟ 257