مساحة للحوار - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ١٥٤
تظاهروا بالإسلام، فعفا عنهم النبي، وسماهم بالطلقاء، وجعلهم من المؤلفة قلوبهم. ويلوح لي أن البطن الأموي، ومنه معاوية وأبوه، برأوا ساحة النبي من قتل (الأحبة) وعصموا دماءهم بعلي بن أبي طالب وذريته. ولما نجحت البطون بالاستيلاء على السلطة، ورغبة في عزل البيت الهاشمي والانفراد به عين الخليفة الأول يزيد بن أبي سفيان قائدا " لجيوش الشام، ويزيد هذا كأخيه طليق وابن طليق ومن المؤلفة قلوبهم، وعندما مات يزيد حل محله معاوية، وفي وقت طال أم قصر صار معاوية واليا " لبلاد الشام كلها، وهي درة ملك خلافة البطون، ومات الخليفة الأول ومعاوية على ولايته، وجاء الثاني وقتل، وهو على ولايته يجمع من الأموال ما يشاء، ويصرف منها ما يشاء من دون حسيب أو رقيب. وجاء الخليفة الثالث، وهو دنف بهوى الأمويين لأنه أموي، لذلك جعل الأمويين بطانة له، وسلمهم مقاليد أمور الدولة عمليا ". خلال هذه الآونة الطويلة توطد أمر معاوية وتألق نجمه.
وفي عهد عثمان أصبح معاوية ملكا " حقيقيا " على أعظم ولاية من ولايات دولة البطون الكبرى، ولكنه ملك غير معلن، ولما قتل الخليفة الثالث، وآلت الأمور إلى علي بن أبي طالب قاتل الأحبة جن جنون البطون، وأصحاب الامتيازات والمنافقين. فنهد معاوية وصمم على مواجهة الإمام علي وعلى قيادة الجموع الحاقدة على آل محمد وأهل بيته، ولكن تحت خيمة الإسلام فرفع شعار (معاقبة قتلة الخليفة عثمان) وكان قد أعد واستعد لهذه المواجهة، واختياره واليا " لأعظم الولايات الإسلامية وإطلاق يده في ولايته هو من قبيل إعداد الخلفاء لهذا الرجل، وتجهيل معاوية لأهل الشام وجمعه الأموال الطائلة وتجنيده إياهم هو من قبيل الأعداد.
كان سكان ولاية بلاد الشام يجهلون الدين وتاريخه وبناته، ولا يعرفون من ذلك إلا القشور التي ألقاها لهم معاوية، وكانوا بمثابة جند مجندة له يأمرهم فيطيعوا ويمكن أن يصلي الجمعة فيهم يوم الأربعاء كما فعل! لقد كان معاوية موضع ثقة الخلفاء الثلاثة ورجلهم الذي أعدوه لمواجهة (طموحات وطمع أهل بيت النبوة بالرئاسة). وليس من المستبعد أنهم قد استفادوا من دهاء معاوية وذكائه
(١٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 5
2 قصة تأليف الكتاب 7
3 شكوى صديق 7
4 الرغبة في المعرفة 7
5 خطة الحوار 8
6 الحوار في الكتاب 8
7 الباب الأول مفهوم الشيعة والتشيع الفصل الأول: معنى كلمة شيعة 13
8 الفصل الثاني: معنى كلمة شيعة في السياق التاريخي 21
9 الفصل الثالث: تدبير النبي وتدبير الشيع العربية 31
10 الفصل الرابع: شيعة أهل بيت النبوة، تكون وفرق 41
11 الباب الثاني الإمامة بعد وفاة النبي الفصل الأول: التنكر لنصوص الإمامة 73
12 الفصل الثاني: النصوص الشرعية الدالة على خلافة علي وإمامته 91
13 الباب الثالث عقيدة كل من الشيعة والسنة في جمع القرآن الكريم وذات رسول الله والأئمة من بعده، ومصادر التشريع الفصل الأول: عقيدة أهل بيت النبوة وشيعتهم في جمع القرآن الكريم 105
14 الفصل الثاني: عقيدة أهل بيت النبوة وشيعتهم في رسول الله محمد (ص) والأئمة من بعده 115
15 الباب الرابع نظرية عدالة الصحابة الفصل الأول: نظرية عدالة الصحابة عند الخلفاء وشيعتهم 129
16 الفصل الثاني: الصحابة والصحبة في مفهوم أهل بيت النبوة وشيعتهم 167
17 الباب الخامس التقية والمتعة في الإسلام وعند شيعة أهل بيت النبوة الفصل الأول: التقية 177
18 الفصل الثاني: المتعة في الإسلام وعند شيعة أهل بيت النبوة 185
19 الباب السادس الاختلافات الفقهية بين شيعة أهل بيت النبوة، وشيعة الخلفاء (أهل السنة) الفصل الأول: الوضع الأمثل وبذور الاختلاف 199
20 الفصل الثاني: محاولة لتقديم الإسلام في جو الخلاف والاختلاف 207
21 الفصل الثالث: نماذج من الخلاف والاختلاف بين المسلمين 219
22 الباب السابع الدعوة إلى وحدة المسلمين الفصل الأول: أسباب الخلاف والاختلاف 235
23 الفصل الثاني: منهاج دولة البطون التربوي والتعليمي 243
24 الفصل الثالث: من هم المراجع بعد الصحابة وسقوط دولة البطون؟ 257