مساحة للحوار - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٢٣٥
الفصل الأول أسباب الخلاف والاختلاف الخلاف الأول على ضوء ما ذكرنا، يتبين لنا بشكل جلي أن أول خلاف واختلاف بين المسلمين انصب، في جوهره وتفاصيله، على من ينبغي أن يتولى خلاف النبي، أو الرئاسة العامة للمسلمين بعد موت النبي، فبطون قريش ال‍ 23 ومن والاها من العرب والمرتزقة من الأعراب والمنافقين وقفوا صفا " واحدا "، وجحدوا وجود نص من الشرع يحدد بشكل قاطع المسلم الذي ينبغي أن يتولى خلافة النبي أو الرئاسة العامة للمسلمين بعد موت النبي. وإن تعذر على هذا الفريق إنكار نص من النصوص فإن فقهاءه تأولوا هذا النص وأخرجوه عن معناه حتى تكونت قناعة عامة بانعدام وجوده.
وشكل هذا الفريق أكثرية ساحقة في المجتمع الإسلامي. وهو يرمي إلى أن رئيس المسلمين هو الذي يستقيم له الأمر وتقبل به الأكثرية كائنا " من كان. وكان رأيهم الأول أن الرئاسة حق لبطون قريش لأنها عشيرة النبي، ولموقعها المتميز عند العرب. وفي ما بعد لم تر بطون قريش حرجا " في أن يتولى الرئاسة العامة أي رجل من هذا الفريق، حتى لو كان من الموالي، فمهندس هذه النظرية عمر بن الخطاب قال بملء فيه: (لو كان سالم مولى أبي حذيفة حيا " لوليته واستخلفته). وسالم هذا من الموالي ولا يعرف له نسب في العرب!! وهذا هو المهندس نفسه الذي قال في سقيفة بني ساعدة: (من ينازعنا سلطان محمد ونحن أهله وعشيرته إلا مدل بباطل)! وفي ما بعد صارت الخلافة أو الرئاسة العامة حقا " خالصا " لمن غلب، مهما كان مستوى دينه أو خلقه أو علمه، فقد يكون طليقا " كمعاوية، أو ملعونا " كمروان بن الحكم أو فاجرا " خليعا " مستهترا " كيزيد بن معاوية أو الوليد الذي فرق القرآن علنا "!
أما الفريق الثاني من المسلمين فيتكون من أهل بيت النبوة خاصة، والهاشميين وبني المطلب والقلة التي والتهم عامة، وهو فريق قليل العدد، وقد
(٢٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 228 229 230 231 233 235 236 237 238 239 240 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 5
2 قصة تأليف الكتاب 7
3 شكوى صديق 7
4 الرغبة في المعرفة 7
5 خطة الحوار 8
6 الحوار في الكتاب 8
7 الباب الأول مفهوم الشيعة والتشيع الفصل الأول: معنى كلمة شيعة 13
8 الفصل الثاني: معنى كلمة شيعة في السياق التاريخي 21
9 الفصل الثالث: تدبير النبي وتدبير الشيع العربية 31
10 الفصل الرابع: شيعة أهل بيت النبوة، تكون وفرق 41
11 الباب الثاني الإمامة بعد وفاة النبي الفصل الأول: التنكر لنصوص الإمامة 73
12 الفصل الثاني: النصوص الشرعية الدالة على خلافة علي وإمامته 91
13 الباب الثالث عقيدة كل من الشيعة والسنة في جمع القرآن الكريم وذات رسول الله والأئمة من بعده، ومصادر التشريع الفصل الأول: عقيدة أهل بيت النبوة وشيعتهم في جمع القرآن الكريم 105
14 الفصل الثاني: عقيدة أهل بيت النبوة وشيعتهم في رسول الله محمد (ص) والأئمة من بعده 115
15 الباب الرابع نظرية عدالة الصحابة الفصل الأول: نظرية عدالة الصحابة عند الخلفاء وشيعتهم 129
16 الفصل الثاني: الصحابة والصحبة في مفهوم أهل بيت النبوة وشيعتهم 167
17 الباب الخامس التقية والمتعة في الإسلام وعند شيعة أهل بيت النبوة الفصل الأول: التقية 177
18 الفصل الثاني: المتعة في الإسلام وعند شيعة أهل بيت النبوة 185
19 الباب السادس الاختلافات الفقهية بين شيعة أهل بيت النبوة، وشيعة الخلفاء (أهل السنة) الفصل الأول: الوضع الأمثل وبذور الاختلاف 199
20 الفصل الثاني: محاولة لتقديم الإسلام في جو الخلاف والاختلاف 207
21 الفصل الثالث: نماذج من الخلاف والاختلاف بين المسلمين 219
22 الباب السابع الدعوة إلى وحدة المسلمين الفصل الأول: أسباب الخلاف والاختلاف 235
23 الفصل الثاني: منهاج دولة البطون التربوي والتعليمي 243
24 الفصل الثالث: من هم المراجع بعد الصحابة وسقوط دولة البطون؟ 257