مساحة للحوار - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ١٤١
النبي وأهل بيته وأصحابه قلة من جديد:
وفي الجانب الآخر، وجد النبي وأهل بيته وأصحابه المخلصين أنفسهم (قلة) من جديد، وعليهم أن يواجهوا واقعا " جديدا "، فجميع بطون قريش والمنافقون والمغرر بهم من الأنصار والمرتزقة من الأعراب في صف واحد متحد ومتراص ولكن تحت خيمة الإسلام، ولهم هدف محدد واضح يتلخص بإلغاء الترتيبات الإلهية المتعلقة بمنصب القيادة أو الولاية أو الإمامة من بعد الرسول، وكان هذا التجمع من القوة بحيث أنه حال بين الرسول وبين كتابة ما أراد أثناء مرضه، وأن هذا التجمع قد واجه الرسول في بيته، وفرض رأيه فرضا "، وبهذا أخرجوا الرسول من دائرة التأثير على الأحداث، وعطلوا عمليا " دوره كقائد للأمة. لقد أمر الرسول بتجهيز حملة أسند قيادتها إلى أسامة بن زيد وطلب من الحملة أن تتحرك فورا " وأن تغادر المدينة، ولكن أقطاب التجمع فطنوا لخطة النبي، فتثاقلوا وثبطوا الناس، ونجحوا في تأخير مسيرة الحملة، وتفويت الحكمة من وقت تسييرها، كل هذا يجري وتجمع البطون ومن والاها يكرر الشهادتين والاعتراف التام بالنبوة والرسالة، ولكن تحت شعار (حسبنا كتاب الله). هذا هو المناخ الذي أو جده تجمع البطون قبل استيلائه على منصب الإمامة بالقوة والتغلب والقهر.
النجاح الساحق انتقل الرسول إلى جوار ربه، وانشغل الآل الكرام وأهل بيت النبوة الطاهرين بتجهيز جثمانه الطاهر لمواراته في ضريحه الأقدس. وخلال هذه المدة تجمع قادة التحالف، ونصبوا خليفة منهم متجاهلين بالكامل جميع النصوص النبوية التي عالجت منصب خلافة النبي، وصار التحالف جيشا " للخليفة، وصار قادته قادة لدولة الخليفة، وقبضوا سريعا " على المال والجاه والنفوذ ثم زحفوا إلى مسجد النبي، زافين الخليفة، زفا " ليواجهوا الولي الشرعي وأهل بيت النبوة ومن تبقى معهم من الصحابة الكرام بالأمر الواقع، وليحصلوا بالقوة على بيعة من لم يبايع، ومن لم يبايعهم مصيره الموت، حتى لو كان عليا " بن أبي طالب، ومن يتكتل ضدهم سيحرقونه حيا " حتى لو كانت فاطمة بنت محمد، أو الحسن والحسين سبطا
(١٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 5
2 قصة تأليف الكتاب 7
3 شكوى صديق 7
4 الرغبة في المعرفة 7
5 خطة الحوار 8
6 الحوار في الكتاب 8
7 الباب الأول مفهوم الشيعة والتشيع الفصل الأول: معنى كلمة شيعة 13
8 الفصل الثاني: معنى كلمة شيعة في السياق التاريخي 21
9 الفصل الثالث: تدبير النبي وتدبير الشيع العربية 31
10 الفصل الرابع: شيعة أهل بيت النبوة، تكون وفرق 41
11 الباب الثاني الإمامة بعد وفاة النبي الفصل الأول: التنكر لنصوص الإمامة 73
12 الفصل الثاني: النصوص الشرعية الدالة على خلافة علي وإمامته 91
13 الباب الثالث عقيدة كل من الشيعة والسنة في جمع القرآن الكريم وذات رسول الله والأئمة من بعده، ومصادر التشريع الفصل الأول: عقيدة أهل بيت النبوة وشيعتهم في جمع القرآن الكريم 105
14 الفصل الثاني: عقيدة أهل بيت النبوة وشيعتهم في رسول الله محمد (ص) والأئمة من بعده 115
15 الباب الرابع نظرية عدالة الصحابة الفصل الأول: نظرية عدالة الصحابة عند الخلفاء وشيعتهم 129
16 الفصل الثاني: الصحابة والصحبة في مفهوم أهل بيت النبوة وشيعتهم 167
17 الباب الخامس التقية والمتعة في الإسلام وعند شيعة أهل بيت النبوة الفصل الأول: التقية 177
18 الفصل الثاني: المتعة في الإسلام وعند شيعة أهل بيت النبوة 185
19 الباب السادس الاختلافات الفقهية بين شيعة أهل بيت النبوة، وشيعة الخلفاء (أهل السنة) الفصل الأول: الوضع الأمثل وبذور الاختلاف 199
20 الفصل الثاني: محاولة لتقديم الإسلام في جو الخلاف والاختلاف 207
21 الفصل الثالث: نماذج من الخلاف والاختلاف بين المسلمين 219
22 الباب السابع الدعوة إلى وحدة المسلمين الفصل الأول: أسباب الخلاف والاختلاف 235
23 الفصل الثاني: منهاج دولة البطون التربوي والتعليمي 243
24 الفصل الثالث: من هم المراجع بعد الصحابة وسقوط دولة البطون؟ 257