الفصل الثاني عقيدة أهل بيت النبوة وشيعتهم في رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة من بعده يؤمن أهل بيت النبوة وشيعتهم بأن رسول الله سيد ولد آدم وأفضلهم على الإطلاق، اختاره الله تعالى ليكون رسوله وخاتم النبيين، وأعده لهذه المهمة وأهلها لها، فجعله الأفهم والأعلم في دين الإسلام بمفهومه الشامل، وهداه ليكون الأقرب لله، وأعلى منزلته ليكون أفضل وأصلح أبناء الجنس البشري، ثم عصمه عصمة كاملة فلم يعص الله عز وجل منذ خلقه الله إلى أن قبضه، ولا تعمد له خلافا "، ولا أذنب ذنبا " على التعمد ولا النسيان، وبذلك نطق القرآن (والنجم إذا هوى * ما ضل صاحبكم وما غوى * وما ينطق عن الهوى) [النجم / 1 - 3] إذ نفى بذلك عنه كل معصية ونسيان وعلى ذلك تواتر الخبر عن آل محمد، وهذا مذهب الإمامية (1). (الأنبياء والأئمة من بعدهم معصومون في حال نبوتهم وإمامتهم من الكبائر كلها والصغائر) (2) (ونقطع بكمالهم عليهم السلام في العلم والعصمة في أحوال النبوة والإمامة، ونقطع على أن العصمة لازمة منذ أن أكمل الله عقولهم إلى أن قبضهم عليهم السلام) (3) بمعنى أن الرسول الأعظم هو النموذج الأمثل للإنسان الكامل الذي يبلغ أمر الله بالدقة المتناهية من دون زيادة ولا نقصان، وهو المرجع الموثوق المعد والمؤهل للإجابة عن كل سؤال يتعلق بأي أمر من أمور الدنيا جوابا " شرعيا " دقيقا " قائما " على الجزم واليقين، فهو لا ينطق عن الهوى، بل يتبع ما يوحى إليه تماما "، إنه (مطعم) ضد الخطأ والنسيان، فلا ينطق ولا يعمل إلا صوابا "، لأنه المبلغ عن الله أمره، وأمر الله يعالج أمور الدين والدنيا، وهو القائد الشرعي للبشرية ومرجعها الأوثق، همزة الوصل بين المكلفين المأمورين وبين الله تعالى الآمر
(١١٥)