مساحة للحوار - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ١٥٢
ابن أبي طالب شيخ البطاح الذي ربي النبي، وحماه طوال مدة وجوده في مكة.
فمعاوية يتكلم وعلى علي بن أبي طالب أن يصغي! وصار مروان بن الحكم أميرا " وخليفة للمسلمين، وهو اللعين بن اللعين في كتاب الله وعلى لسان رسوله، وصار عمار بن ياسر والمقداد بن عمرو مأمورين وعليهما أن يطيعا، ومن لا يطيع يرفسه مروان حتى يكسر أضلاعه ويترك في حالة بين الموت والحياة، كما فعل بعمار، ويخرج أبو ذر الصحابي الجليل مذموما " مدحورا " منفيا " من مدينة الرسول من دون أن يقوى أحد على توديعه! لقد سوغت نظرية عدالة الصحابة جميع أفعال البطون التي تغضب وجه الله الكريم وجعلت عالي كل سافلة فحل الظن والتخمين محل الجزم واليقين، واختلطت الأمور اختلاطا " عجيبا "، فصار الجاهل عادلا " تماما " كالعالم والمقتول عادلا " تماما " كالقاتل، وصار ولي الله كالفاسق تماما "، فالوليد بن عقبة فاسق بنص القرآن، وعلي بن أبي طالب مؤمن وولي لله بنص القرآن، ولكن بموجب نظرية عدالة الصحابة صار الوليد بن عقبة تماما " كعلي فكلاهما صحابي وكلاهما من العدول، ولأن الوليد بن عقبة معروف وأبوه بعداوتهما لرسول الله وأهل بيته، فقد تقدم الوليد وتأخر علي فكأن مفتاح التقدم هو عمق العداوة لرسول الله وأهل بيته، فكل الذين أبرزهم الخلفاء كانوا بارزين بعداوتهم لرسول الله.
4 - نظرية عدالة كل الصحابة تستفيد منها الأكثرية الساحقة من أبناء الأمة، فبموجب هذه النظرية التي اخترعها قادة البطون، صار كل الشعب صحابة: الرجال والنساء والأطفال، والعرب والموالي، الأعمى والبصير، وأعلنت عدالة هؤلاء جميعهم بمختلف وسائل الإعلام. فمن المعروف أن جميع سكان الجزيرة - ما عدا جزء من اليهود - قد أسلموا أو تظاهروا بالإسلام، ولم يمت الرسول وفي الجزيرة شخص واحد يجهر بشركه، فالكل قد أسلم على يد الرسول أو تظاهر بالإسلام والكل قد شاهد الرسول أو سمع منه أو رآه، وهذه هي المعايير التي وضعتها البطون للصحبة بمعنى أن كل الشعب كان مسلما " وكل الشعب كان صحابة (1)!

(١) راجع كتابنا نظرية عدالة الصحابة ص ١٣ وما بعدها. تجد التفصيل والمراجع.
(١٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 5
2 قصة تأليف الكتاب 7
3 شكوى صديق 7
4 الرغبة في المعرفة 7
5 خطة الحوار 8
6 الحوار في الكتاب 8
7 الباب الأول مفهوم الشيعة والتشيع الفصل الأول: معنى كلمة شيعة 13
8 الفصل الثاني: معنى كلمة شيعة في السياق التاريخي 21
9 الفصل الثالث: تدبير النبي وتدبير الشيع العربية 31
10 الفصل الرابع: شيعة أهل بيت النبوة، تكون وفرق 41
11 الباب الثاني الإمامة بعد وفاة النبي الفصل الأول: التنكر لنصوص الإمامة 73
12 الفصل الثاني: النصوص الشرعية الدالة على خلافة علي وإمامته 91
13 الباب الثالث عقيدة كل من الشيعة والسنة في جمع القرآن الكريم وذات رسول الله والأئمة من بعده، ومصادر التشريع الفصل الأول: عقيدة أهل بيت النبوة وشيعتهم في جمع القرآن الكريم 105
14 الفصل الثاني: عقيدة أهل بيت النبوة وشيعتهم في رسول الله محمد (ص) والأئمة من بعده 115
15 الباب الرابع نظرية عدالة الصحابة الفصل الأول: نظرية عدالة الصحابة عند الخلفاء وشيعتهم 129
16 الفصل الثاني: الصحابة والصحبة في مفهوم أهل بيت النبوة وشيعتهم 167
17 الباب الخامس التقية والمتعة في الإسلام وعند شيعة أهل بيت النبوة الفصل الأول: التقية 177
18 الفصل الثاني: المتعة في الإسلام وعند شيعة أهل بيت النبوة 185
19 الباب السادس الاختلافات الفقهية بين شيعة أهل بيت النبوة، وشيعة الخلفاء (أهل السنة) الفصل الأول: الوضع الأمثل وبذور الاختلاف 199
20 الفصل الثاني: محاولة لتقديم الإسلام في جو الخلاف والاختلاف 207
21 الفصل الثالث: نماذج من الخلاف والاختلاف بين المسلمين 219
22 الباب السابع الدعوة إلى وحدة المسلمين الفصل الأول: أسباب الخلاف والاختلاف 235
23 الفصل الثاني: منهاج دولة البطون التربوي والتعليمي 243
24 الفصل الثالث: من هم المراجع بعد الصحابة وسقوط دولة البطون؟ 257