مساحة للحوار - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ١٣٧
الجاهلية، فتتأخر القلة، وتتقدم الأكثرية، ويعود التوازن الذي اختل لصالح البطن الهاشمي. هذا هو الهدف الكبير الذي التفت حوله بطون قريش: مهاجرها وطليقها بعد الاستسلام والهزيمة، بمعنى أن همها قد انحصر في إلغاء جميع الترتيبات الإلهية المتعلقة بمنصب الإمامة أو القيادة التي أعلنها النبي، وتجريد الهاشميين على المدي البعيد من جميع حقوقهم السياسية، والقضاء التام على مكانتهم المتميزة، وتحجيم (أصحاب محمد)، وبخاصة المعروفين بحبهم وبولائهم لآله، وإبعادهم كليا " عن مراكز التأثير وتسليط الأضواء على قلتهم، وعدم فاعليتهم، والحط العملي من قيمتهم تحت شعارات مختلفة لغاية في نفس يعقوب.
أساليب أبناء بطون قريش لتحقيق غاياتهم تحت مظلة الإسلام 1 - بعد انتصار النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، صارت النبوة في نظر بطون قريش، وسيلة للملك وطريقا " لسيادتها على العرب. لذلك لم يعد في مصلحتها أن تنكر هذه النبوة. فاعترف أبناؤها بها وأعلنوا أنها لم تعد موضوعا " للنقاش، فهي حقيقة من حقائق الحياة السياسية العربية، فمحمد نبي ورسول وصاحب ملك.
2 - وحيث أن الهاشميين قد اختصوا بالنبوة وأخذوها، وهي شرف عظيم، واعترفت لهم جميع البطون بهذا الشرف خالصا "، فليس من العدل أن يأخذوا الملك (أن يكونوا خلفاء من بعد النبي) لأن معنى هذا أن يجمعوا النبوة والملك ويحرموا البطون من هذين الشرفين معا ". والأصوب والأبعد عن الإجحاف أن تكون النبوة لنبي هاشم خاصة لا يشاركهم فيها أحد من البطون، وأن تكون خلافة النبي (الملك) للبطون خاصة لا يشاركهم فيها أي هاشمي قط. وعلى هذا أجمعوا. وأبرز منظري هذا المبدأ اثنان هما: أبو بكر الخليفة الأول، وعمر بن الخطاب الخليفة الثاني (1).
أما النصوص النبوية المتواترة التي نصت على أن الإمام عليا " بن أبي طالب وأحد عشر إماما " من ذرية النبي، ومن نسل علي، هم الأئمة الشرعيون للأمة من

(1) راجع الكامل لابن الأثير 3 / 24، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 3 / 107 و 12 / 53 - 54.
(١٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 5
2 قصة تأليف الكتاب 7
3 شكوى صديق 7
4 الرغبة في المعرفة 7
5 خطة الحوار 8
6 الحوار في الكتاب 8
7 الباب الأول مفهوم الشيعة والتشيع الفصل الأول: معنى كلمة شيعة 13
8 الفصل الثاني: معنى كلمة شيعة في السياق التاريخي 21
9 الفصل الثالث: تدبير النبي وتدبير الشيع العربية 31
10 الفصل الرابع: شيعة أهل بيت النبوة، تكون وفرق 41
11 الباب الثاني الإمامة بعد وفاة النبي الفصل الأول: التنكر لنصوص الإمامة 73
12 الفصل الثاني: النصوص الشرعية الدالة على خلافة علي وإمامته 91
13 الباب الثالث عقيدة كل من الشيعة والسنة في جمع القرآن الكريم وذات رسول الله والأئمة من بعده، ومصادر التشريع الفصل الأول: عقيدة أهل بيت النبوة وشيعتهم في جمع القرآن الكريم 105
14 الفصل الثاني: عقيدة أهل بيت النبوة وشيعتهم في رسول الله محمد (ص) والأئمة من بعده 115
15 الباب الرابع نظرية عدالة الصحابة الفصل الأول: نظرية عدالة الصحابة عند الخلفاء وشيعتهم 129
16 الفصل الثاني: الصحابة والصحبة في مفهوم أهل بيت النبوة وشيعتهم 167
17 الباب الخامس التقية والمتعة في الإسلام وعند شيعة أهل بيت النبوة الفصل الأول: التقية 177
18 الفصل الثاني: المتعة في الإسلام وعند شيعة أهل بيت النبوة 185
19 الباب السادس الاختلافات الفقهية بين شيعة أهل بيت النبوة، وشيعة الخلفاء (أهل السنة) الفصل الأول: الوضع الأمثل وبذور الاختلاف 199
20 الفصل الثاني: محاولة لتقديم الإسلام في جو الخلاف والاختلاف 207
21 الفصل الثالث: نماذج من الخلاف والاختلاف بين المسلمين 219
22 الباب السابع الدعوة إلى وحدة المسلمين الفصل الأول: أسباب الخلاف والاختلاف 235
23 الفصل الثاني: منهاج دولة البطون التربوي والتعليمي 243
24 الفصل الثالث: من هم المراجع بعد الصحابة وسقوط دولة البطون؟ 257