لقد شيعني الحسين (ع) - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ٣٩٧
فالله يخلق الكلام فهو فعل أنشأه وأوجده في الأشياء.
قال الإمام علي (ع) يخبر لا بلسان ولهوات، ويسمعه لا بخروق وأدوات، يقول ولا يلفظ ويحفظ ولا يتحفظ ويريد ولا يضمر، يحب ويرضى من غير رقة، ويبغض ويغضب من غير مشقة، يقول لمن أراد كونه كن فيكون، لا بصوت يقرع، ولا بنداء يسمع، وإنما كلامه سبحانه فعل منه أنشأه ومثله لم يكن من قبل ذلك كائنا ولو كان قديما لكان إلها ثانيا (نهج البلاغة). صدق سيد المتكلمين وباب مدينة العلم وقائد سفينة النجاة.
وقد حاول ابن حنبل كما سبق أن يجبر في خطابه كل الناس على اتخاذ موقفا بين الخلق والقدم.
ورأى أن من اقتصر على ذكر (كلام الله) ليس أقل خبثا من القائلين بحدوثه.
وهذا التطرف كانت له مضاعفاته الفكرية والسياسية بحيث أدخل المجتمع الإسلامي في متاهات من السفسطة، أخرجته عن دائرة العمل لاستنهاض المسلمين وشلتهم وتاهت بهم في يوتوبيات فكرية مرتكزها المزاج. غير أن الأئمة من آل البيت (ع) التزموا بموقف محايد في أزمة القول (بالخلق والحدوث) وإن كان يبدو من كلامهم القول بحدوثه تمشيا مع منطق العقل والنقل، إلا أنهم لم يتيهوا بعيدا في لجاج اللغط الذي سيطر على الأشاعرة وأهل الحديث من جهة، والمعتزلة من جهة أخرى معتمدة على سلطان المأمون.
وحفاظا على استقرار الأمة، كانت إجابة الإمام الرضا (ع) على مسألة القرآن كالتالي:
كلام الله لا تتجاوزوه ولا تطلبوا الهدى في غيره فتضلوا (18).
ثم قال مرة أخرى، بسم الله الرحمن الرحيم عصمنا الله وإياك من الفتنة فإن يفعل فقد أعظم بها نعمة، وأن لا يفعل فهي الهلكة. ونحن نرى أن الجدال في

(18) - التوحيد الصدوق.
(٣٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 392 393 394 395 396 397 398 399 400 401 402 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 الاهداء 11
3 المقدمة 13
4 لماذا الرجوع إلى التاريخ؟ 19
5 لماذا الحديث عن الشيعة والسنة 23
6 مدخل 29
7 ثم ماذا 33
8 الفصل الأول: كيف كان تصوري للتاريخ الاسلامي؟ 39
9 الخلافة الراشدة 43
10 الفصل الثاني: مرحلة التحول والانتقال 55
11 الفصل الثالث: وسقطت ورقة التوت! 69
12 كلمة البدء 71
13 الزرادشتية الإيرانية والتشيع 87
14 وأثرت السؤال 93
15 الفصل الرابع: من بؤس التاريخ إلى تاريخ البؤس! 99
16 رحلة جديدة مع التاريخ 101
17 سيرة الرسول: المنطلق والمسيرة! 103
18 السقيفة 125
19 الوفاة وملابساتها 127
20 عصر ما بعد السقيفة 149
21 عمر بن الخطاب مع الرعية 161
22 الخلافة وبعد وفاة عمر 181
23 عثمان أو الفتنة الكبرى 191
24 مقتل عثمان.. الأسباب والملابسات 213
25 بيعة الإمام علي (ع) 225
26 صفين: مأزق المآزق! 243
27 ما حدث به خلافة الحسن (ع) 267
28 الامام الحسن والواقع الصعب 273
29 قتل الحسن.. المؤامرة الكبرى 287
30 واشر أب الملك بنفسه 291
31 وملك يزيد 295
32 ملحمة كربلاء 297
33 لقد شيعني الحسين 313
34 الفصل الخامس: مفاهيم كشف عنها الغطاء 323
35 مفهوم الصحابي 325
36 نماذج وباقات 329
37 أبو بكر 331
38 عائشة بنت أبي بكر 337
39 ايديولوجيا المنطق السلفي 349
40 ليس كل الصحابة عدول 353
41 بعض الصحابة سيرتد، بالنص 355
42 مفهوم الإمامة 359
43 الفصل السادس: في عقائد الإمامية 381
44 البداء 399
45 وأخيرا 405