إلى (رحمة ربها) بتقدير حذف المضاف لأنها متعدية بالحرف (إلى)، ولو كانت نحويا بمعنى الانتظار لما تعدت بحرف إلى ويعضد هذا الكلام، قول الله تعالى ( أرني أنظر إليك)، (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت) بمعنى النظر لذا تعدت بإلى و (قالوا انظرونا نقتبس من نوركم)، (هل ينظرون إلا أن تأتيهم الساعة) بمعنى الانتظار وإذا لم يتعد الفعلان بحرف الجر. ثم على فرض أن بعض الشيعة قال إن المراد الانتظار فمن لا يسهو وإلا أن الخلاف أضحى لفظيا ليس عقيديا لأن من بهذا ومن لم يقل متفقان لا النظر إلى الله كما يقول العامة ويؤيد هذا الكلام آيات كثيرة وروايات جمة عن أهل البيت (ع)، مما يعضد حمل الآية على المجاز بتقدير حذف الأصل الحمل على الحقيقة.
ثم كان أولى أن يناقش المجسمة وأهل الرؤية في السر من استخدام وجوه يومئذ ناضرة بدلا عيون يومئذ ناظرة (14) فتكون أقرب إلى مفهوم الرؤية.
يقول الإمام الرضا (ع) متجل لا باستهلال رؤية باطن لا بمزايلة.
قال الإمام علي (ع) لا تدركه الشواهد ولا تحويه المشاهد ولا تراه النواظر ولا تحجبه السواتر (النهج).
في كلام الله هذا المبحث يعد من أخطر مباحث الإلهيات نحويا ذلك أنه أحدث هزة قوية في زمنه وتنافرت، بل تقاتلت الفرق حوله. وخلاصة المسألة، تتعلق بحدوث أو قدم الكلام.
وقد أثيرت المسألة في القرن الثاني للهجرة وكان أول من قال بها الجعد بن درهم حيث قال بأن كلام الله غير مخلوق، وكان ابن حنبل قد تلقى ضربا شديدا على ذلك فتمسك برأيه.
ويقف الأشاعرة إلى جنب أهل الحديث في القول بقدم القرآن بينما وقف