لقد شيعني الحسين (ع) - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ٣٩٥
إلى (رحمة ربها) بتقدير حذف المضاف لأنها متعدية بالحرف (إلى)، ولو كانت نحويا بمعنى الانتظار لما تعدت بحرف إلى ويعضد هذا الكلام، قول الله تعالى ( أرني أنظر إليك)، (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت) بمعنى النظر لذا تعدت بإلى و (قالوا انظرونا نقتبس من نوركم)، (هل ينظرون إلا أن تأتيهم الساعة) بمعنى الانتظار وإذا لم يتعد الفعلان بحرف الجر. ثم على فرض أن بعض الشيعة قال إن المراد الانتظار فمن لا يسهو وإلا أن الخلاف أضحى لفظيا ليس عقيديا لأن من بهذا ومن لم يقل متفقان لا النظر إلى الله كما يقول العامة ويؤيد هذا الكلام آيات كثيرة وروايات جمة عن أهل البيت (ع)، مما يعضد حمل الآية على المجاز بتقدير حذف الأصل الحمل على الحقيقة.
ثم كان أولى أن يناقش المجسمة وأهل الرؤية في السر من استخدام وجوه يومئذ ناضرة بدلا عيون يومئذ ناظرة (14) فتكون أقرب إلى مفهوم الرؤية.
يقول الإمام الرضا (ع) متجل لا باستهلال رؤية باطن لا بمزايلة.
قال الإمام علي (ع) لا تدركه الشواهد ولا تحويه المشاهد ولا تراه النواظر ولا تحجبه السواتر (النهج).
في كلام الله هذا المبحث يعد من أخطر مباحث الإلهيات نحويا ذلك أنه أحدث هزة قوية في زمنه وتنافرت، بل تقاتلت الفرق حوله. وخلاصة المسألة، تتعلق بحدوث أو قدم الكلام.
وقد أثيرت المسألة في القرن الثاني للهجرة وكان أول من قال بها الجعد بن درهم حيث قال بأن كلام الله غير مخلوق، وكان ابن حنبل قد تلقى ضربا شديدا على ذلك فتمسك برأيه.
ويقف الأشاعرة إلى جنب أهل الحديث في القول بقدم القرآن بينما وقف

(14) نفس المصدر.
(٣٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 390 391 392 393 394 395 396 397 398 399 400 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 الاهداء 11
3 المقدمة 13
4 لماذا الرجوع إلى التاريخ؟ 19
5 لماذا الحديث عن الشيعة والسنة 23
6 مدخل 29
7 ثم ماذا 33
8 الفصل الأول: كيف كان تصوري للتاريخ الاسلامي؟ 39
9 الخلافة الراشدة 43
10 الفصل الثاني: مرحلة التحول والانتقال 55
11 الفصل الثالث: وسقطت ورقة التوت! 69
12 كلمة البدء 71
13 الزرادشتية الإيرانية والتشيع 87
14 وأثرت السؤال 93
15 الفصل الرابع: من بؤس التاريخ إلى تاريخ البؤس! 99
16 رحلة جديدة مع التاريخ 101
17 سيرة الرسول: المنطلق والمسيرة! 103
18 السقيفة 125
19 الوفاة وملابساتها 127
20 عصر ما بعد السقيفة 149
21 عمر بن الخطاب مع الرعية 161
22 الخلافة وبعد وفاة عمر 181
23 عثمان أو الفتنة الكبرى 191
24 مقتل عثمان.. الأسباب والملابسات 213
25 بيعة الإمام علي (ع) 225
26 صفين: مأزق المآزق! 243
27 ما حدث به خلافة الحسن (ع) 267
28 الامام الحسن والواقع الصعب 273
29 قتل الحسن.. المؤامرة الكبرى 287
30 واشر أب الملك بنفسه 291
31 وملك يزيد 295
32 ملحمة كربلاء 297
33 لقد شيعني الحسين 313
34 الفصل الخامس: مفاهيم كشف عنها الغطاء 323
35 مفهوم الصحابي 325
36 نماذج وباقات 329
37 أبو بكر 331
38 عائشة بنت أبي بكر 337
39 ايديولوجيا المنطق السلفي 349
40 ليس كل الصحابة عدول 353
41 بعض الصحابة سيرتد، بالنص 355
42 مفهوم الإمامة 359
43 الفصل السادس: في عقائد الإمامية 381
44 البداء 399
45 وأخيرا 405