لقد شيعني الحسين (ع) - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ٣٨٦
ولا غيرهم.
والثغرة التي توجد في قول الأشاعرة، هي في تعدد الصفات واستقلالها عن الذات، ذلك أن الذات الواجبة هي بسيطة وكاملة وأزلية لا تحتاج إلى عوارض مستقلة لتحقيق كمالها المطلق. إذ أن استقلال الصفات عن الذات، يناقض مقولة البساطة في الذات. ثم إذا كانت الصفات مستقلة وزائدة وقديمة، ترتب أن يوجد أكثر من ذات قديمة، فالعلم الزائد على الذات قديم قدم الذات، يترتب على ذلك وجود قديمين، وإذا قسنا ذلك على الصفات السبع التي وضعها الأشاعرة، يكون هناك إلى جانب الذات، سبع قديمات وواجبات. يقول العلامة السيد الطباطبائي: (2) وأيضا لازمه فقدان الواجب في ذاته صفات الكمال، وقد تقدم أنه صرف الوجود الذي لا يفقد شيئا من الكمال الوجودي).
ومن هذا المنطق، غاص أهل الفرق في متاهات أخرى. كان الأشاعرة - صراحة - فيها أكثر سطحية وتلفيقا.
فلو كانت صفة البقاء مستقلة عن الذات، للزم أن يتوقف بقاء الله على شئ مستقل عنه هو (البقاء) والله باق بذاته لا بغيره. ولذا لزم أن تكون صفة البقاء هي هو من دون أن نلغيها.
ولو كان الله في حاجة إلى غيره في البقاء، إذن لكان ممكنا غير واجب، وتكون صفة البقاء هي الواجب وفق هذا القول، وعلى هذا الرأي الشيعة فيما رأى الأشاعرة أن الله تعالى باق بالبقاء (3).
والغريب عندما رأوا أنه باق ببقاء ليس هو.
ونلخص إلى القول، بأن الشيعة وقفوا موقف الوسط في مسألة الصفات، فيما غلا كل من الأشاعرة والمعتزلة، كما صور ذلك الشاعر:
الأشعري (بازدياد) قائل * وقال (بالنيابة) المعتزل

(٢) نهاية الحكمة. ص 289 مؤسسة النشر الإسلامي، قم.
(3) شرح التجريد للقوشجي.
(٣٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 380 381 383 384 385 386 387 388 389 390 391 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 الاهداء 11
3 المقدمة 13
4 لماذا الرجوع إلى التاريخ؟ 19
5 لماذا الحديث عن الشيعة والسنة 23
6 مدخل 29
7 ثم ماذا 33
8 الفصل الأول: كيف كان تصوري للتاريخ الاسلامي؟ 39
9 الخلافة الراشدة 43
10 الفصل الثاني: مرحلة التحول والانتقال 55
11 الفصل الثالث: وسقطت ورقة التوت! 69
12 كلمة البدء 71
13 الزرادشتية الإيرانية والتشيع 87
14 وأثرت السؤال 93
15 الفصل الرابع: من بؤس التاريخ إلى تاريخ البؤس! 99
16 رحلة جديدة مع التاريخ 101
17 سيرة الرسول: المنطلق والمسيرة! 103
18 السقيفة 125
19 الوفاة وملابساتها 127
20 عصر ما بعد السقيفة 149
21 عمر بن الخطاب مع الرعية 161
22 الخلافة وبعد وفاة عمر 181
23 عثمان أو الفتنة الكبرى 191
24 مقتل عثمان.. الأسباب والملابسات 213
25 بيعة الإمام علي (ع) 225
26 صفين: مأزق المآزق! 243
27 ما حدث به خلافة الحسن (ع) 267
28 الامام الحسن والواقع الصعب 273
29 قتل الحسن.. المؤامرة الكبرى 287
30 واشر أب الملك بنفسه 291
31 وملك يزيد 295
32 ملحمة كربلاء 297
33 لقد شيعني الحسين 313
34 الفصل الخامس: مفاهيم كشف عنها الغطاء 323
35 مفهوم الصحابي 325
36 نماذج وباقات 329
37 أبو بكر 331
38 عائشة بنت أبي بكر 337
39 ايديولوجيا المنطق السلفي 349
40 ليس كل الصحابة عدول 353
41 بعض الصحابة سيرتد، بالنص 355
42 مفهوم الإمامة 359
43 الفصل السادس: في عقائد الإمامية 381
44 البداء 399
45 وأخيرا 405