لقد شيعني الحسين (ع) - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ٣٩٢
يتحدد بالطول والعرض والعمق فهو محدود ثم إن الجسم يقتضي أن يكون له بداية ونهاية تركيبية أي إنه مركب والمركب يتفاوت زمنيا وهو ما ينافي الوحدة والقدم الإلهيين هذا بالإضافة إلى أن المركب لا يكتمل إلا بأجزائه كلها، فهو محتاج إليها وفي حاجته إليها ينتفي كونه واجبا ويكون بالتالي ممكنا.
ثم إن الجسم بمحدداته الثلاث يحتاج إلى حيز والحاجة في هذا المقام تنفي عنه الوجوب وتجعله ممكنا أيضا وقد يكون واجبا كوجوب الحيز فيترتب على ذلك وجود تعدد الواجب وهو شرك صحيح، أو أن يكون الحيز ممكنا، وكان الله أقدم منه فخلقه وحل فيه، فتكون النتيجة أن الواجب احتاج إلى الممكن وهو مستحيل عقلا.
وإذا كان الله تعالى بعد ذلك جسما كانت له جهة وهذا يدل على أنه غير موجود في جهة أخرى وأنه خاضع لحدود الحيز وهو من مخلوقاته فكيف يخضع الواجب الوجود إلى ممكنه.
أما نقليا فإن القرآن يناقض التصور التجسيمي.
يقول تعالى (وهو معكم أينما كنتم والله بما تعلمون بصير) (سورة الحديد الآية 4).
ولا يمكن للجسم إذا كان جسما أن يحل في أكثر من حيز.
ويقول (ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله إن الله واسع عليم) (سورة البقرة الآية 115).
فلو كان كما تقدم لله جسم لاستحال تواجده في كل مكان وفي كل جهة، ذلك أن الجسم الواحد لا يتجاوز جهة واحدة وردا على من رأى الوجه في الآية حقيقيا لا مجازا أنه فرضا لو كان الوجه وجها حقيقيا، إذا لكان لله أكثر من وجه لأنه أينما كنتم فثم وجهه، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
يقول القرآن صراحة (ليس كمثله شئ وهو السميع البصير) (الشورى: 11).
(٣٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 387 388 389 390 391 392 393 394 395 396 397 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 الاهداء 11
3 المقدمة 13
4 لماذا الرجوع إلى التاريخ؟ 19
5 لماذا الحديث عن الشيعة والسنة 23
6 مدخل 29
7 ثم ماذا 33
8 الفصل الأول: كيف كان تصوري للتاريخ الاسلامي؟ 39
9 الخلافة الراشدة 43
10 الفصل الثاني: مرحلة التحول والانتقال 55
11 الفصل الثالث: وسقطت ورقة التوت! 69
12 كلمة البدء 71
13 الزرادشتية الإيرانية والتشيع 87
14 وأثرت السؤال 93
15 الفصل الرابع: من بؤس التاريخ إلى تاريخ البؤس! 99
16 رحلة جديدة مع التاريخ 101
17 سيرة الرسول: المنطلق والمسيرة! 103
18 السقيفة 125
19 الوفاة وملابساتها 127
20 عصر ما بعد السقيفة 149
21 عمر بن الخطاب مع الرعية 161
22 الخلافة وبعد وفاة عمر 181
23 عثمان أو الفتنة الكبرى 191
24 مقتل عثمان.. الأسباب والملابسات 213
25 بيعة الإمام علي (ع) 225
26 صفين: مأزق المآزق! 243
27 ما حدث به خلافة الحسن (ع) 267
28 الامام الحسن والواقع الصعب 273
29 قتل الحسن.. المؤامرة الكبرى 287
30 واشر أب الملك بنفسه 291
31 وملك يزيد 295
32 ملحمة كربلاء 297
33 لقد شيعني الحسين 313
34 الفصل الخامس: مفاهيم كشف عنها الغطاء 323
35 مفهوم الصحابي 325
36 نماذج وباقات 329
37 أبو بكر 331
38 عائشة بنت أبي بكر 337
39 ايديولوجيا المنطق السلفي 349
40 ليس كل الصحابة عدول 353
41 بعض الصحابة سيرتد، بالنص 355
42 مفهوم الإمامة 359
43 الفصل السادس: في عقائد الإمامية 381
44 البداء 399
45 وأخيرا 405