ليس البداء في اللغة، سوى الظهور، فنقول بدا الشئ أي ظهر. وكذلك في معاجم اللغة العربية والقرآن يقول (وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون).
وحسب هذا المفهوم رفض السنة (البداء) ولم يجوزوه على الله مع أنهم يؤمنون عمليا بالبداء في مفهومه الاصطلاحي كما يؤمن به الشيعة.
والشيعة أيضا، لا تجوز البداء على الله حسب هذا التعريف إذ أن علم الله مطلق وواسع ظاهر وباطن ولا يغيب عن الله شئ فيبدوا له (وما يخفي على الله من شئ في الأرض ولا في السماء) (سورة إبراهيم الآية 38) ويقول الإمام علي (ع) كل سر عندك علانية وكل غيب عندك شهادة (نهج البلاغة).
وكلام الشيعة في البداء كثير وله أوجه كثيرة كلها ترتكز على أدلة عقلية ونقلية ونحن في هذا المقام المحكوم بالإجمال والإيجاز، نرتئي الاقتصار على بعض من تلك الأوجه، توخيا للإيجاز.
هناك البداء في الأقدار بمعنى التغير الذي يطرأ على قدر الإنسان بالطاعة والعمل الصالح وذلك يقوم على أساس الاعتقاد بنوعين من القدر قدر مطلق لا يتغير كأن يقدر الله على الإنسان الموت إذا انقطع عنه الأوكسجين ويموت إذا هوى من الطائرة على صخرة من الأرض.
وقدر آخر غير مطلق، قيده الله بشرط كأن يقدر عليك طول العمر بشرط صلة الرحم، ويقدر عليك الموت العاجل بشرط الزنا.
وهذا النوع من القدر، هو موضوع البداء أي القدر الذي يتغير بأعمال العباد:
(إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).
وهو على هذا الضرب أي هذا القدر سيبقى ساري المفعول بشرط ألا لا تغير من أحوالك فإذا غيرت من أحوالك بدا لله فيه الحكم الآخر، الذي هو القدر المشروط بذلك الفعل.
ولعل هذا النوع من البداء يدل على مسألة العدل والاختيار. فمن عدل الله،