لقد شيعني الحسين (ع) - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ٣٨٩
مقياس الأفعال فضلوا وأضلوا.
إذا كان الله يفعل الشئ من دون غرض، وأنه أجبر الخلائق على الفعل، وأن أبا نؤاس يشرب الخمر لأن الله أراد له ذلك. فلماذا يبعث رسله وأنبياءه لهداية الناس وتوفير الحجة على الناس، وبهذا تظهر سخافة القائلين إن الأشعرية كانوا أكثر فهما للتوحيد.
ولما قال الأشاعرة بأن الإنسان مسير وليس مخيرا وأنه يكتسب ولا يفعل، وخالفهم المعتزلة إلى أن الإنسان مخير غير مسير، وأنه يفعل ولا يكتسب. قالت الشيعة إنما الأمر بين أمرين، فقال الإمام الصادق لا جبر ولا تفويض، ولكن أمر بين أمرين وبذلك نفهم أن الله ليس بظلاما للعبيد بجبرهم على المعصية ثم معاقبتهم على ذلك وأن الإنسان مسؤول عن أفعاله وبالتالي يستحق العقاب فيكون عقابه عدلا.
ولعل الثغرة التي وقع فيها الفريقان هو أن المعتزلة تتطرف في العقل وتتجاوز بذلك كل (نص) ومنهجها العقلي لا يعدو أن يكون منهج الأقيسة المنطقية الإغريقية فيما تكمن الثغرة عند الأشاعرة في أنهم يلفقون بين بعض طرق الكلام المعتزلي الذي ورثه أبو الحسن الأشعري من فترة اعتزاله مع بعض الآراء السطحية والتجزيئية والجمود على بعض آراء أهل الحديث: بينما الشيعة كانوا لا يتجاوزون بالعقل حدود النص ولا يعارضون بالنص حدود العقل ويوازنون بين المعقول والمنقول. ولم يكتفوا بنفي القبح عن فعل الله عقلا فحسب، وإنما استندوا مباشرة إلى ظاهر النصوص القرآنية:
- (ولا يرضى لعباده الكفر) الزمر 7.
- (وما ربك بظلام للعبيد) فصلت: 46.
- (إن الله لا يحب الفساد) البقرة: 205.
- (ولا يظلم ربك أحدا) الكهف 490.
- (وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون)
(٣٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 384 385 386 387 388 389 390 391 392 393 394 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 الاهداء 11
3 المقدمة 13
4 لماذا الرجوع إلى التاريخ؟ 19
5 لماذا الحديث عن الشيعة والسنة 23
6 مدخل 29
7 ثم ماذا 33
8 الفصل الأول: كيف كان تصوري للتاريخ الاسلامي؟ 39
9 الخلافة الراشدة 43
10 الفصل الثاني: مرحلة التحول والانتقال 55
11 الفصل الثالث: وسقطت ورقة التوت! 69
12 كلمة البدء 71
13 الزرادشتية الإيرانية والتشيع 87
14 وأثرت السؤال 93
15 الفصل الرابع: من بؤس التاريخ إلى تاريخ البؤس! 99
16 رحلة جديدة مع التاريخ 101
17 سيرة الرسول: المنطلق والمسيرة! 103
18 السقيفة 125
19 الوفاة وملابساتها 127
20 عصر ما بعد السقيفة 149
21 عمر بن الخطاب مع الرعية 161
22 الخلافة وبعد وفاة عمر 181
23 عثمان أو الفتنة الكبرى 191
24 مقتل عثمان.. الأسباب والملابسات 213
25 بيعة الإمام علي (ع) 225
26 صفين: مأزق المآزق! 243
27 ما حدث به خلافة الحسن (ع) 267
28 الامام الحسن والواقع الصعب 273
29 قتل الحسن.. المؤامرة الكبرى 287
30 واشر أب الملك بنفسه 291
31 وملك يزيد 295
32 ملحمة كربلاء 297
33 لقد شيعني الحسين 313
34 الفصل الخامس: مفاهيم كشف عنها الغطاء 323
35 مفهوم الصحابي 325
36 نماذج وباقات 329
37 أبو بكر 331
38 عائشة بنت أبي بكر 337
39 ايديولوجيا المنطق السلفي 349
40 ليس كل الصحابة عدول 353
41 بعض الصحابة سيرتد، بالنص 355
42 مفهوم الإمامة 359
43 الفصل السادس: في عقائد الإمامية 381
44 البداء 399
45 وأخيرا 405