إمامة الفاسق مع وجود الفاضل، وهو تجويز لا سند له من الشرع والعقل، بقدر ما هو تبرير الحالة الاستخلافية التي شهدها التاريخ الإسلامي. فهي فكرة مستوحاة من واقع لا أساس له من النص.
غير أن ضرورة إمامة الأفضل تبقى هي النظرية الموضوعية المنسجمة مع العقل والشرع. فالعقل يستقبح انقياد الأعلم لمن هو دونه، والأشرف إلى من هو دونه ودواليك.
والشرع ينهى في غير موقع عن هذه الفكرة: (هل يستوي الذي يعلمون والذين لا يعلمون، إنما يتذكر أولو الألباب) (الزمر 9).
وقال: (أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أم من لا يهدي إلا أن يهدى، فما لكم كيف تحكمون) (يونس 35).
وإذا نظرنا في نظرية الإمامة عند الشيعة، وجدناها ترتكز على هذه الأسس الثلاث:.
1 - الإمامة نص.
2 - عصمة الإمام.
3 - الأفضلية.
وما دام الشيعة يرون الإمامة لأهل البيت. كان من الضروري البحث في الانسجام بين هذه الأسس الثلاثة للإمامة، وواقع الأئمة من آل البيت وما هو الدليل العقلي والنقلي، على إمامتهم.
1 - النص على الإمامة:
يرى الشيعة أن الإمامة تعينت بالنص. أسواء من الله تعالى أم من النبي صلى الله عليه وآله. ولهم إضافة إلى الأدلة العقلية، أدلة نقلية قوية بهذا الخصوص.
وأريد أن أشير في هذه الفقرة إلى لفتة تكاد تتجاوزها الكتابات التاريخية والعقائدية وهي أن الأساس الذي ركن إليه عمر في بيعة أبي بكر هو النص