لقد شيعني الحسين (ع) - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ٣٦٢
الشأن يدرك مباشرة، لخول الله للبشر اختيار الرسل والأنبياء، والقرآن قد تحدث عن طبيعة المقاييس التي كان يملكها المشركون في اختيار جدارة النبي صلى الله عليه وآله فكانوا يرون مشيه في الأسواق وأكله الطعام، ينافي النبوة. كما رأوا في فقره ويتمه ما ينافي مقام الرسالة، وقالوا لولا ورد علينا رجل من القريتين عظيم، ولو أنزل الله علينا ملكا و. و..
وبسبب قصور المقاييس وضبابية المنظار الذي كان ينظر منه الإنسان إلى النبوة. كان من الطبيعي أن يستأثر الله باختيار أنبيائه. ونفس الشئ لما رأى بنو إسرائيل في اختيار الله للملك طالوت ما لا ينسجم مع مقاييسهم لمفهوم الملك فقالوا: (أنى يكون لنا الملك علينا ونحن أحق بالملك منه)، وهناك أسباب كثيرة، عقلية وشرعية، تجعل من هذا الاختيار أمرا مستحيلا:
1 - إن الدين شأن من شؤون الله. وإن الأجدر دينا، لا يمكن إن يكتشفه من هو دونه. ولذلك يلزم أن يختاره الله.
2 - إن الناس قد يرفضون الإمام لعدله وتقواه إذا أدركوا عدم ركونه إلى أهدافهم. وقد يختارون من يرون فيه لينا وانكسارا. وقد يميلون مع من يكسرهم إليه بالقوة. وتاريخ الخلافة كما سبق ذكره، كان دليلا قاطعا على ذلك.
3 - إن رسالة الرسول كما تركها، لا يمكنها حل مشكلات الناس في كل الأزمنة والعصور. وهي تحتاج إلى من يستخرج منها الأحكام، ويوفر لكل مشكلة حلا فقهيا حاسما. ولذلك يلزم أن يعين الله من هو أجدر بهذه المهمة حتى لا تبقى على الله حجة للذين لم يعايشوا الرسل. والمستوعب للأحكام الفقهية اليوم، يدرك أنها تكاد تخلو من الحسم، وليس من العقل، أن يترك الله دينه، لرأي من يختارهم الناس، على قصورهم. ولعل كل هذه التناقضات دليلا على الفراغ الذي تركته الإمامة في حياة المسلمين.
وحيث إن الإمام هو لطف من الله، يوجه الناس إلى طريق الطاعات، وينهاهم عن سلوك المعاصي ويقضي للمظلوم وينتصر من الظالم. ويقيم الحدود والفرائض، ويصدر الأحكام في المفسدين. فلو جاز أن يعصي - لكان هو
(٣٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 356 357 359 360 361 362 363 364 365 366 367 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 الاهداء 11
3 المقدمة 13
4 لماذا الرجوع إلى التاريخ؟ 19
5 لماذا الحديث عن الشيعة والسنة 23
6 مدخل 29
7 ثم ماذا 33
8 الفصل الأول: كيف كان تصوري للتاريخ الاسلامي؟ 39
9 الخلافة الراشدة 43
10 الفصل الثاني: مرحلة التحول والانتقال 55
11 الفصل الثالث: وسقطت ورقة التوت! 69
12 كلمة البدء 71
13 الزرادشتية الإيرانية والتشيع 87
14 وأثرت السؤال 93
15 الفصل الرابع: من بؤس التاريخ إلى تاريخ البؤس! 99
16 رحلة جديدة مع التاريخ 101
17 سيرة الرسول: المنطلق والمسيرة! 103
18 السقيفة 125
19 الوفاة وملابساتها 127
20 عصر ما بعد السقيفة 149
21 عمر بن الخطاب مع الرعية 161
22 الخلافة وبعد وفاة عمر 181
23 عثمان أو الفتنة الكبرى 191
24 مقتل عثمان.. الأسباب والملابسات 213
25 بيعة الإمام علي (ع) 225
26 صفين: مأزق المآزق! 243
27 ما حدث به خلافة الحسن (ع) 267
28 الامام الحسن والواقع الصعب 273
29 قتل الحسن.. المؤامرة الكبرى 287
30 واشر أب الملك بنفسه 291
31 وملك يزيد 295
32 ملحمة كربلاء 297
33 لقد شيعني الحسين 313
34 الفصل الخامس: مفاهيم كشف عنها الغطاء 323
35 مفهوم الصحابي 325
36 نماذج وباقات 329
37 أبو بكر 331
38 عائشة بنت أبي بكر 337
39 ايديولوجيا المنطق السلفي 349
40 ليس كل الصحابة عدول 353
41 بعض الصحابة سيرتد، بالنص 355
42 مفهوم الإمامة 359
43 الفصل السادس: في عقائد الإمامية 381
44 البداء 399
45 وأخيرا 405