لقد شيعني الحسين (ع) - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ٣٧٥
فتبقى المسألة الرئيسة أن الله طهرهم طهارة تكوينية خاصة، تميزهم عن الباقين.
وقد يرى البعض في ذلك نوعا من الظلم الذي لا يجوز على الله، إذ كيف يجبر البعض على العصمة ولا يجبر الآخرين.
ولا نريد هنا أن نتوسع عقليا ونقليا في هذا الموضوع الذي أرتأينا توفيره إلى مبحث العقائد الخاصة إلا أننا سنرد على ذلك، بأن الاعتراض على إرادة الله في عصمة آل البيت، يجوز الاعتراض على إرادته سبحانه في عصمة الأنبياء واختيارهم، إذ أن الموضوع واحد، ومضامينه واحدة.
ثم إن للعصمة التي نتحدث عنها هنا تفسيرا تقريبا، يختلف مع ما يراه البعض.
الإمامية ترى إن الإمام لا يفعل إلا الحسن، أما المكروهات فلا يفعلها، وإن كان قادرا على الإتيان بها.
فهناك مواقع نفسية وروحية تحول دونه وذلك، سببها التزكية، مصحوبة باللطف الإلهي.
أي إن هؤلاء تعبوا على أنفسهم في التزكية والسمو الروحي حتى اكتسبوا عصمة تحول دونهم والخطايا ولما علم الله أن هؤلاء على مقدرة كافية الاستقامة، عزز عصمتهم بلطفه. وإذا رأى إنسان في هذا ظلما، قلنا له إن علم الله بنزاهة هؤلاء هو الذي ترتب عليه هذا التدخل الإرادي في عصمتهم، والله يحاسب عباده على قدر إيمانهم، وقد وفر التوبة لغير الأئمة في الأمور التي لا يقوون على إتيانها. وإذا كانت صلاة الليل قد فرضت على الأنبياء والأولياء، فإنها لم تفرض على من هم دون ذلك. وقد يثبت في علم الله، إن غير هؤلاء لا يستطيعون عصمة أنفسهم بذلك القدر الذي يستحق التسديد الإلهي.
يرى السيد محمد تقي الحكيم (إن الله عز وجل لما علم أن إرادتهم عليهم السلام تجري دائما على وفق ما شرعه لهم من أحكام، بحكم ما زودوا به من إمكانات ذاتية ومواهب مكتسبة، نتيجة تربيتهم على وفق مبادئ الإسلام تربية
(٣٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 370 371 372 373 374 375 376 377 378 379 380 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 الاهداء 11
3 المقدمة 13
4 لماذا الرجوع إلى التاريخ؟ 19
5 لماذا الحديث عن الشيعة والسنة 23
6 مدخل 29
7 ثم ماذا 33
8 الفصل الأول: كيف كان تصوري للتاريخ الاسلامي؟ 39
9 الخلافة الراشدة 43
10 الفصل الثاني: مرحلة التحول والانتقال 55
11 الفصل الثالث: وسقطت ورقة التوت! 69
12 كلمة البدء 71
13 الزرادشتية الإيرانية والتشيع 87
14 وأثرت السؤال 93
15 الفصل الرابع: من بؤس التاريخ إلى تاريخ البؤس! 99
16 رحلة جديدة مع التاريخ 101
17 سيرة الرسول: المنطلق والمسيرة! 103
18 السقيفة 125
19 الوفاة وملابساتها 127
20 عصر ما بعد السقيفة 149
21 عمر بن الخطاب مع الرعية 161
22 الخلافة وبعد وفاة عمر 181
23 عثمان أو الفتنة الكبرى 191
24 مقتل عثمان.. الأسباب والملابسات 213
25 بيعة الإمام علي (ع) 225
26 صفين: مأزق المآزق! 243
27 ما حدث به خلافة الحسن (ع) 267
28 الامام الحسن والواقع الصعب 273
29 قتل الحسن.. المؤامرة الكبرى 287
30 واشر أب الملك بنفسه 291
31 وملك يزيد 295
32 ملحمة كربلاء 297
33 لقد شيعني الحسين 313
34 الفصل الخامس: مفاهيم كشف عنها الغطاء 323
35 مفهوم الصحابي 325
36 نماذج وباقات 329
37 أبو بكر 331
38 عائشة بنت أبي بكر 337
39 ايديولوجيا المنطق السلفي 349
40 ليس كل الصحابة عدول 353
41 بعض الصحابة سيرتد، بالنص 355
42 مفهوم الإمامة 359
43 الفصل السادس: في عقائد الإمامية 381
44 البداء 399
45 وأخيرا 405