لقد شيعني الحسين (ع) - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ٢٩٨
عاشوراء، وكل أرض كربلاء.
كان الإمام الحسين (ع) يريد أن ينتشل الأمة من جمودها، يحركها للثورة ضد الكيان الأموي الجاثم على السلطة. ولا بد له من تضحية، ولا بد من دم شريف يراق، ليحدث الانقلاب في نفوس القوم الذين خذلوا قضيته وما زالوا يخذلون!.
لقد سمع الرسول صلى الله عليه وآله يقول لأم سلمة، بعد أن أعطاها تربة في قارورة:
إذا أصبح هذا التراب أحمر فاعلمي أن ابني الحسين قد مات (237). كان يعلم منذ البداية كما أبيه، أنه سيموت لا محالة مقتولا، لذلك لما وصل إلى كربلاء وسأل عنها القوم، قال:
هذا كرب وبلا. لقد حاصره الجنود في هذه المنطقة النائية حتى ينفذوا فيه الجريمة.
فالقضية قبل كل شئ، قضية إنسانية، إذ أن أهله معه وأبناءه، ولا بد أن يراعي الأعداء حقه في حماية هؤلاء، نزلوا يلتمسون ماء، فمنعهم القوم.
منعوهم وهم لا يأبهون. ولعمري أي ملة وأي دين كان يجيز لهم منع الماء عن الأطفال والنساء. وهب إننا عذرناهم في منع الحسين (ع) فما بال الأمهات ورضعهن، قال شهر بن حوشب وكان من عملاء يزيد: لا تشربوا منه حتى تشربوا من الحميم.
طرح عليهم الإمام الحسين (ع) خيارات كثيرة، فإما يدعوه يرجع وأما يدعوه يلتقي بيزيد. غير أن القوم المجرمين، علموا أن وجود الحسين أمام يزيد قد يقلب المعادلة. وقد يثير عليهم لوم الناس وأحقادهم، فأبوا إلا أن يقتلوه في هذه الصحراء النائية، وليمتص رمل الصحراء دمه ولا يعلم به أحد. فالناس ليس أمامهم رقابة تمنعهم. أجل، ليس أمامهم إلا الله.
وكانوا به لا يأبهون!.

(237) - ابن الأثير / راجع عقيلة بني هاشم بنت الشاطئ.
(٢٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 292 293 295 296 297 298 299 300 301 302 303 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 الاهداء 11
3 المقدمة 13
4 لماذا الرجوع إلى التاريخ؟ 19
5 لماذا الحديث عن الشيعة والسنة 23
6 مدخل 29
7 ثم ماذا 33
8 الفصل الأول: كيف كان تصوري للتاريخ الاسلامي؟ 39
9 الخلافة الراشدة 43
10 الفصل الثاني: مرحلة التحول والانتقال 55
11 الفصل الثالث: وسقطت ورقة التوت! 69
12 كلمة البدء 71
13 الزرادشتية الإيرانية والتشيع 87
14 وأثرت السؤال 93
15 الفصل الرابع: من بؤس التاريخ إلى تاريخ البؤس! 99
16 رحلة جديدة مع التاريخ 101
17 سيرة الرسول: المنطلق والمسيرة! 103
18 السقيفة 125
19 الوفاة وملابساتها 127
20 عصر ما بعد السقيفة 149
21 عمر بن الخطاب مع الرعية 161
22 الخلافة وبعد وفاة عمر 181
23 عثمان أو الفتنة الكبرى 191
24 مقتل عثمان.. الأسباب والملابسات 213
25 بيعة الإمام علي (ع) 225
26 صفين: مأزق المآزق! 243
27 ما حدث به خلافة الحسن (ع) 267
28 الامام الحسن والواقع الصعب 273
29 قتل الحسن.. المؤامرة الكبرى 287
30 واشر أب الملك بنفسه 291
31 وملك يزيد 295
32 ملحمة كربلاء 297
33 لقد شيعني الحسين 313
34 الفصل الخامس: مفاهيم كشف عنها الغطاء 323
35 مفهوم الصحابي 325
36 نماذج وباقات 329
37 أبو بكر 331
38 عائشة بنت أبي بكر 337
39 ايديولوجيا المنطق السلفي 349
40 ليس كل الصحابة عدول 353
41 بعض الصحابة سيرتد، بالنص 355
42 مفهوم الإمامة 359
43 الفصل السادس: في عقائد الإمامية 381
44 البداء 399
45 وأخيرا 405