لقد شيعني الحسين (ع) - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ١٨٤
3 - وكيف يكون ابن عمر شاهدا ومبشرا في اللحظة الحرجة، ولماذا صهيب يصلي بالناس، وأبو طلحة يتولى قطع الرقاب؟؟.
إن هذه الأسئلة، وعشرات أخرى مثلها، جدير بنا طرحها على هذا النص، لنقف على علاته، وهناته.
يبدأ عمر بفرض رؤيته للخلافة من بعده، وطرحها على أساس أن تقبل ولا تحور. فهي نص منصوص لا رأي بعده. وكيف بالتاريخ يغفل هذا الموقف، ولا يعيد طرح السؤال. فعمر بن الخطاب، هو الذي حال دون الرسول صلى الله عليه وآله وكتابة الكتاب الذي لا يضل الناس بعده، هو الذي رأى أن الأمر متروك للمسلمين ينظرون فيه. كيف يقول في وفاة الرسول صلى الله عليه وآله (إن الرسول يهجر، حسبنا كتاب الله)؟.
ولم يترك للناس حرية النظر في شؤون الأمة، وحسبهم كتاب الله أيضا، ثم لماذا يلزم المرشحين الستة. بمخططه، ويقضي بقتل من خالف.
ثم لماذا لا يكون القتل بالسوية، حتى في الثلاثة الذين فيهم عبد الرحمن بن عوف. ولماذا يقضي بالقتل على ستة، توفي الرسول، وهو عنهم راض، كما شهد بذلك، ثم من أعطاه الحق في ذلك، وما مبرر ذلك من النص.
ولست أدري، هل استلهم عمر فكرته هذه من شريعة حمورابي أو من حلم رآه. أي نص قرآني، وأي سنة نبوية، اعتمدها في هذا المخطط الذي جعل فيه الدم، وإزهاق الأرواح واردا، كان عمر يهدف من خلال مخططه إلى مجموعة أغراض.
أولا: كان يهدف إلى إذلال كبراء المسلمين من جهة، والإمام علي (ع) من جهة خاصة. فمن جهة الآخرين، جعل عليهم عبدا يصلي بهم خلال الفترة الانتقالية.
وهو صهيب. ثم جعل السلطة التنفيذية في يده وأبي طلحة: كي ينفذا عقوبة القتل لكل متمرد من المرشحين الستة، مع احتمال وقوع القتل على الإمام
(١٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 الاهداء 11
3 المقدمة 13
4 لماذا الرجوع إلى التاريخ؟ 19
5 لماذا الحديث عن الشيعة والسنة 23
6 مدخل 29
7 ثم ماذا 33
8 الفصل الأول: كيف كان تصوري للتاريخ الاسلامي؟ 39
9 الخلافة الراشدة 43
10 الفصل الثاني: مرحلة التحول والانتقال 55
11 الفصل الثالث: وسقطت ورقة التوت! 69
12 كلمة البدء 71
13 الزرادشتية الإيرانية والتشيع 87
14 وأثرت السؤال 93
15 الفصل الرابع: من بؤس التاريخ إلى تاريخ البؤس! 99
16 رحلة جديدة مع التاريخ 101
17 سيرة الرسول: المنطلق والمسيرة! 103
18 السقيفة 125
19 الوفاة وملابساتها 127
20 عصر ما بعد السقيفة 149
21 عمر بن الخطاب مع الرعية 161
22 الخلافة وبعد وفاة عمر 181
23 عثمان أو الفتنة الكبرى 191
24 مقتل عثمان.. الأسباب والملابسات 213
25 بيعة الإمام علي (ع) 225
26 صفين: مأزق المآزق! 243
27 ما حدث به خلافة الحسن (ع) 267
28 الامام الحسن والواقع الصعب 273
29 قتل الحسن.. المؤامرة الكبرى 287
30 واشر أب الملك بنفسه 291
31 وملك يزيد 295
32 ملحمة كربلاء 297
33 لقد شيعني الحسين 313
34 الفصل الخامس: مفاهيم كشف عنها الغطاء 323
35 مفهوم الصحابي 325
36 نماذج وباقات 329
37 أبو بكر 331
38 عائشة بنت أبي بكر 337
39 ايديولوجيا المنطق السلفي 349
40 ليس كل الصحابة عدول 353
41 بعض الصحابة سيرتد، بالنص 355
42 مفهوم الإمامة 359
43 الفصل السادس: في عقائد الإمامية 381
44 البداء 399
45 وأخيرا 405