من عترته أليس هذا دليل آخر؟
والآن وقد ولى عصر الظلمات وعصر الظلم الذي لم يظلم أحدا بقدر ما ظلم أهل البيت عترة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم حتى لعنوا على المنابر وقتلوا وسبيت نساؤهم وبناتهم على مرأى ومسمع من كل المسلمين.
فقد حان الوقت لرفع المظلمة عن أهل البيت النبوي ورجوع الأمة إلى أحضانهم الدافئة التي ملئت رأفة ورحمة إلى حضيرتهم المترعة التي ملئت علما وعملا وإلى ظل شجرتهم الباسقة التي حازت فضلا وشرفا، فقد صلى عليهم الله وملائكته، وأمر المسلمين بذلك في كل صلواتهم - كما أمرهم بمودتهم وموالاتهم.
وإذا كان فضل أهل البيت لا ينكره مسلم وقد تغنى به الشعراء على مر العصور، قال الفرزدق فيهم.
إن عد أهل التقى كانوا أئمتهم * أو قيل من خير أهل الأرض قيل هم من معشر حبهم دين وبغضهم * كفر وقربهم ملجى ومعتصم مقدم بعد ذكر الله ذكرهم * في كل بر ومختوم به الكلم وقال فيهم أبو فراس الشاعر المعروف يمدح أهل البيت ويشني العباسين في قصيدته المعروفة بالشافعية اخترنا منها.
يا باعة الخمر كفوا عن مفاخركم * لمعشر بيعهم يوم الهياج دم خلوا الفخار لعلامين إن سئلوا * يوم السؤال وعمالين إن عملوا لا يغضبون لغير الله إن غضبوا * ولا يضيعون حكم الله إن حكموا تنشى التلاوة في أبياتهم سحرا * وفي بيوتكم الأوتار والنغم الركن والبيت والأستار منزلهم * وزمزم والصفى والحجر والحرم وليس من قسم في الذكر نعرفه * إلا وهم غير شك ذلك القسم وقد نقل الزمخشري والبيهقي والقسطلاني أبياتا للإمام أبي عبد الله